في مقابلة هاتفية عبر قناة "فلسطيننا" مع الإعلامية مريم سليمان، أكد الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، الأستاذ عليان الهندي، أن الأنباء الإسرائيلية عن قرب انتهاء العملية البرية في لبنان تأتي في إطار التضليل الإعلامي، وبيّن أن الإعلام الإسرائيلي معتاد على بث الأكاذيب، وأن الحقائق على الأرض تُظهر مقاومة لبنانية صلبة ومواجهة قوية ضد جيش الاحتلال الذي تكبد خسائر كبيرة، وأشار إلى أن المقاومين يمتلكون قدرات تسليحية عالية ويتجنبون المواجهة المباشرة، على عكس ما يحدث في قطاع غزة.

وأكّد الهندي أن العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف فرض واقع ديموغرافي جديد وطرد الفلسطينيين من مناطق متعددة في قطاع غزة، معتبرًا ذلك جزءًا من سياسة "التطهير العرقي" التي يعتمدها الاحتلال، كما أشار إلى أن مخططات الاحتلال باتت واضحة، وهي تهدف إلى تفريغ مناطق واسعة من الفلسطينيين، وإجبارهم على الهجرة، مما يضع القيادة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني أمام تحديات تتطلب تحركًا سريعًا لوقف هذا العدوان.

فيما يتعلق بالمفاوضات، أوضح الهندي أن القوة العسكرية هي العامل الحاسم، وأن المقاومة اللبنانية تمثل العقبة الأكبر أمام الاحتلال في الساحة اللبنانية، ولفت إلى أن واشنطن بدأت تبحث عن حلول إقليمية، في ظل تفاقم الوضع، ما يُظهر إقرارها بعجز جيش الاحتلال عن تحقيق تقدم حقيقي على الأرض.

وعن الموقف الأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، قال الهندي إن الحلول الأمريكية قد تتضمن عروضًا مثل وقف العدوان مقابل تنازلات فلسطينية، مؤكدًا ضرورة عدم الاعتماد على الولايات المتحدة أو الغرب، بل السعي نحو مشروع فلسطيني وعربي مستقل.

وختم الهندي حديثه بتوقع أن يستغل الاحتلال الفترة الحالية لتحقيق مكاسب ميدانية جديدة قبل تسلم الإدارة الأمريكية القادمة، مشيرًا إلى أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية، ليست قادرة على توسيع عملياتها البرية في لبنان، نظرًا لتكلفة المواجهة العالية التي تتحملها أمام المقاومة اللبنانية.