في مقابلة هاتفية أجرتها الإعلامية رشا مرعي عبر قناة "فلسطيننا"، صرح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور سعد نمر، بأن سياسات التجويع وعمليات التهجير التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، بخاصة في المناطق الشمالية، تندرج ضمن مخطط واضح يستهدف إفراغ المنطقة من السكان لتسهيل إعادة الاستيطان فيها، وأشار إلى أن جيش الاحتلال يهدف إلى تحويل شمال غزة إلى "أرض محروقة"، عبر تهجير سكان مناطق الشاطئ، النصر، وبيت لاهيا نحو الجنوب، رغم معاناتهم من نقص شديد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، مما ينذر بمجاعة وشيكة.

وأوضح الدكتور نمر أن الاحتلال يستفيد من سيطرته على معبر كرم أبو سالم بعد إغلاق معبر رفح، في منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الاحتلال مهلة حتى الرابع عشر من نوفمبر لإدخال المساعدات، إلا أن إدارة الرئيس بايدن تظل ضعيفة في التأثير على قرارات نتنياهو، الذي يسعى لتنفيذ خطة تهدف إلى تهجير السكان وإعادة المستوطنين إلى شمال غزة.

وعن الوضع الداخلي في "إسرائيل"، أشار نمر إلى أن نتنياهو أقال وزير الدفاع يوآف غالانت في خطوة للحفاظ على تماسك حكومته، بخاصة مع وجود ضغوط من الأحزاب الدينية المتشددة التي ترفض تجنيد المتدينين، ما قد يؤدي إلى أزمة حكومية.

كما تطرق إلى الحراك الشعبي في أوروبا ضد الاحتلال، وبيّن أن نسبة كبيرة من الأوروبيين في استطلاع حديث يرفضون وجود "إسرائيل" في الفعاليات الرياضية، واصفًا هذا التحول الشعبي بأنه قد يؤدي إلى موجة مقاطعة مستقبلًا، رغم الدعم الرسمي الأوروبي الثابت لكيان الاحتلال.

وفي ختام المقابلة، تحدث الدكتور نمر عن الوضع في لبنان وتصاعد العدوان الصهيوني هناك، حيث أكد أن المقاومة اللبنانية فرضت تحديات كبيرة على الاحتلال، الذي لم يستطع تحقيق تقدم حقيقي في الجنوب اللبناني رغم الحشد العسكري الكبير.