عبّرت مؤسسة "آكشن إيد" عن قلقها الشديد على سلامة الموظفين والمرضى وعائلاتهم في مستشفى العودة، الشريك للمؤسسة، في شمال غزة.
وقالت المؤسسة في بيان صدر عنها، مساء اليوم الأربعاء، إن قناصة الاحتلال الإسرائيلي تفرض حصارا على المستشفى منذ أسبوع، بحيث لا يستطيع أحد الخروج منه أو الدخول إليه، إضافة إلى نفاد إمدادات الغذاء والماء بشكل خطير.
وأضافت أنه ووفقًا لأحد العاملين في مستشفى العودة، يوجد حاليًا 92 عاملاً في مجال الرعاية الصحية و38 مريضًا و40 شخصًا يرافقون المرضى المحاصرين داخل المستشفى، حيث أصيب بالأمس طبيب جرّاح داخل المستشفى بعد إطلاق رصاصة من خارجه، بحسب تقارير منظمة أطباء بلا حدود.
ونقلت المؤسسة عن مدير المستشفى الدكتور أحمد مهنا قوله إن "الوضع خطير وحرج. يتم تفتيش المنازل المتاخمة لأسوار المستشفى وتكسير الأشياء فيها. يوجد دبابة وسواتر رملية على مدخل المستشفى, الدبابات تتحرك طوال النهار والليل في ساحة المستشفى والشوارع, تدور اشتباكات متفرقة بين الحين والآخر, نحن نحاول ألا نكون في مرمى البصر, شارفت المواد التموينية على النفاد خلال 10 أيام".
وأشارت المؤسسة إلى أن "هذا الوضع الكارثي يضاعف حرمان المرضى والجرحى من التمتع بحقهم الأساسي في الرعاية الصحية، ويمنع العاملين في المجال الطبي من تقديم الرعاية المنقذة للحياة".
وأوضحت أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفى العودة واصلوا خلال الأسابيع الماضية تقديم العلاج للمرضى، وتقديم خدمات الأمومة، في ظل ظروف صعبة وخطيرة لا يمكن تصورها، كونه أحد المستشفيات المتبقية التي لا تزال تعمل في شمال غزة.
واستشهد ثلاثة أطباء بعد غارة إسرائيلية استهدفت الطابق الرابع من مبنى المستشفى خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما أصيب ثمانية عاملين من الكوادر الطبية بشظايا في استهداف آخر للاحتلال.
واضطر الأطباء إلى توليد الأطفال وإنقاذ الأرواح في ظل عدم توفر المستلزمات الطبية الأساسية مثل التخدير والمضادات الحيوية والحاضنات وعمليات نقل الدم، إضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل المعدات والإمدادات الطبية الكافية.
ونقلت المؤسسة عن رئيس قسم إعادة بناء الأطراف في المستشفى الدكتور محمد قوله: "نحن في وضع مروّع. لم أر عائلتي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. لقد واصلت العمل خلال الحرب لمدة 52 يومًا تقريبًا. هنالك الكثير من المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية. المشكلة أنه لا يوجد مستشفى آخر يعمل في الشمال، لذلك نحن نعمل تحت ضغوط كبيرة".
وأضاف: "نطلب من كل من يستطيع أن يوقف هذه الحرب أن يعمل جاهدا على إيقافها لأننا فعلا منهكون، ونشعر أننا ننتظر نهايتنا. بالنسبة لأي شخص يعمل هنّا في الشمال، فهو يشعر أنه فقط ينتظر اللحظة التي يموت فيها بصاروخ أو قصف. كان المستشفى بمثابة شريان الحياة بالنسبة للأشخاص المحاصرين في شمال غزة، الذي تم عزله إلى حد كبير عن الجنوب".
وروت القابلة نعيمة من المستشفى أن الموظفين عالجوا مؤخرًا إمرأة حامل تم إحضارها إلى المستشفى بعد تعرض منزلها للقصف، حيث قالت: "لقد تم إنقاذها من تحت الأنقاض. وصلت إلى المستشفى مصابة بعدة كسور في جميع أنحاء جسدها. وكانت أيضًا في آخر مراحل المخاض، لذا تم نقلها بسرعة إلى غرفة العمليات. موقفنا واضح: المستشفيات هي ملاذات آمنة بموجب القانون الإنساني الدولي ولا يجب استهدافها".
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة "آكشن إيد" فلسطين، رهام جعفري: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المروع في مستشفى العودة. يخبرنا طاقم المستشفى الذي يتم ترويعه بأنهم محاصرون داخل مبنى المستشفى وغير قادرين على المغادرة، وأنهم لا يجرؤون على الاقتراب من النوافذ لتجنب إصابتهم بالرصاص".
وأضافت: "الإمدادات الغذائية على وشك النفاد وهناك العشرات من الأشخاص، بما في ذلك المرضى الذين يعانون بشكل كبير داخل المستشفى. فهم يضطرون لتحمل سيناريو هذا الكابوس منذ ما يقارب 10 أيام حتى الآن دون معرفتهم متى سينتهي ذلك السيناريو".
ودعت إلى "الوقف الفوري للعمليات العسكرية حول المستشفى حتى يتسنى للموظفين استئناف آداء واجباتهم في مجال الرعاية الصحية وتمكين المرضى الذي يحتاجون للرعاية الطبية من الوصول إلى المستشفى بشكل آمن".
وقالت جعفري: "يتم حرمان عشرات الآلاف من الأشخاص من التمتع بحقهم الأساسي بالرعاية الصحية بسبب خروج غالبية مستشفيات غزة عن الخدمة تمامًا. إن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو وحده الكفيل بمنع فقدان المزيد من الأرواح وتمكين قطاع الرعاية الصحية استعادة قدرته وتعافيه".
يذكر أن مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. وباشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، إيمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. وتنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها