بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 18- 5- 2024
*فلسطينيات
الشبول: الحراك الفلسطيني الأردني المصري ينصب على إقامة الدولة الفلسطينية وليس فقط الاعتراف بها
أكد وزير الاعلام الأردني السابق فيصل الشبول أن الحراك الفلسطيني والأردني والمصري ينصب على إقامة الدولة الفلسطينية، وليس فقط الاعتراف بها ضمن جدول زمني واضح.
وقال: أن "كان لدى المجتمع الدولي والإدارة الأميركية أدنى درجة من المصداقية فليتحقق ذلك".
وأضاف الشبول في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" عبر تلفزيون فلسطين، أن ما يجري في قطاع غزة اليوم هو أكثر فظاعة مما حدث في الحرب العالمية الثانية، وأن حجم الدمار والقتل في بقعة جغرافية صغيرة يؤكد على العقلية الصهيونية المتعصبة واللاإنسانية واللاأخلاقية التي تعد عاراً على الإنسانية.
ونوه إلى أن العالم أصبح يشاهد بوضوح أكبر مدى حجم الكارثة التي ترتكبها اسرائيل بكافة جوانبها بحق الفلسطينيين، وسوف يرى أكثر بعد انجلاء هذه الكارثة، مؤكداً أن نضال الشعب الفلسطيني هو الذي سيقول كلمته في نهاية الصراع ولن تضيع حقوق هذا الشعب الصامد.
وأشار إلى أن ذكرى النكبة تؤكد فشل النظام العالمي في حل أقدم وأقدس قضية سياسية في العالم منذ أكثر من سبعة عقود، حيث لا تزال اسرائيل والإدارة الأميركية تعطلان إيجاد الحل النهائي للقضية الأكثر عدلاً في العالم.
وأكد الشبول أن التنسيق بين القيادتين الفلسطينية والأردنية مستمر ودائم وهو في أعلى المستويات، وأن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات الدبلوماسية الأردنية، لافتاً أن الملك عبد الله الثاني يحمل هذه القضية العادلة إلى كافة المحافل الدولية.
وشدد على أن العلاقة الفلسطينية الأردنية علاقة أخوية واستراتيبجية وجغرافية وتاريخية وديموغرافية وإسلامية وإنسانية لا تنفك عراها، لافتاً أن الأردن يبذل كل الجهود المتاحة لدعم الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن الأردن ومنذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي على القطاع حذر من خطورة اندلاع حرب شاملة بالمنطقة يكون الجميع طرفا فيها، كما أكد على وحدة الاراضي الفلسطينية وعدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وابتكر فكرة الانزالات الجوية للمساعدات بعد وضع اسرائيل كافة المعيقات أمام دخولها الى القطاع.
وشدد على أن الشعبين الفلسطيني والأردني لا تنطلي عيلهما كافة المحاولات التي ترمي لإثارة النعرات بين البلدين والتي تستهدف مواقف الأردن، لافتاً أنهما يدركان أن وراء هذه المحاولات أجندات سياسية توسعية في المنطقة وتدخلات في الشؤون الداخلية.
وفي ذات السياق، أكد الشبول أن الإعلام العربي لا يمكن أن يكون إلا مع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن بعض وسائل الإعلام تتبع لتنظيمات ومشاريع تحاول التشويه على ذلك وحرف البوصلة، مشدداً على ضرورة أن يوجه الإعلام معركته نحو الاحتلال وما يتعرض له الشعب الفلسطيني وليس قضايا أخرى، وأن الرأي العام العالمي بدأ يتحول ويفهم القضية الفلسطينية بشكل أوضح.
ولفت إلى ضرورة التواصل مع مسؤولي المنصات الاعلامية العالمية وتحديد العلاقة بما يخدم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن التنسيق ضمن هذه العلاقة من الممكن أن يعالج مسألة حجب الكثير من الصفحات العربية نتيجة استخدامها بعض الكلمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ذات السياق، أكد أن وجود فلسطين كضيف شرف في الملتقى الإعلامي العربي في الكويت خطوة بالاتجاه الصحيح، باعتبار الأشقاء في فلسطين هم الأقدر على طرح أفكارهم وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل عام، وقال: "المنتدى شهد حضوراً من قبل خبراء ومسؤولين ووزراء إعلام عرب قدموا مداخلات هامة، ونحن اليوم نمتلك شباب عربي لديه المقدرة على التأثير وإيصال صوته إلى العالم خاصة في أوروبا وأمريكا".
وحول الحراك الشبابي داخل الجامعات الأميركية والذي امتد إلى جامعات أخرى في العالم، قال: "ما يحدث في الجامعات هو بداية يمكن البناء عليها ويجب أن يكون مستداماً لتغيير المفاهيم لدى الغرب"، مضيفاً أن ما يطلق عيله معاداة السامية إنما الهدف منه تحصين إسرائيل واستمرار الدعم لها.
ولفت إلى أن الإدارة الاميركية تستخدم "الفيتو" بشكل دائم ضد حقوق الشعب الفلسطيني، مذكراً أنها عطلت البحث في قرارات داخل مجلس الأمن تخص القضية الفلسطينية وجزء كبير من هذه القرارات لم تنفذ حتى اليوم، ، مؤكداً أن التصويت في الجمعية العامة حول الدولة الفلسطينية رسالة واضحة لأميركا واسرائيل بأن العالم مع فلسطين .
وشدد على أن الموقف الفلسطيني الأردني متمسك بالتأكيد على أن القدس لب الصراع وهي حق للفلسطينيين وستبقى عربية إسلامية، مؤكداً أن موقف القيادة الفلسطينية بعدم إجراء الانتخابات دون القدس صائباً.
وأكد الشبول على الجهود الحثيثة من قبل القيادة الأردينة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتأكيد للعالم أنها أرض عربية إسلامية مسيحية لا يمكن المساس بها.
*عربي دولي
مئات المفكرين الفرنسيين يدعون فرنسا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية
دعت مجموعة من المفكّرين والمثقفين الفرنسيين
يوم الجمعة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمجتمع الدولي برمّته إلى الاعتراف بدولة فلسطين من دون مزيد من التأخير.
وكتب الموقّعون، في مقال نشرته صحيفة "لوموند"، "نحن، المواطنين، ندعو رئيس الجمهورية والمجتمع الدولي بأسره إلى الاعتراف بدولة فلسطين من دون مزيد من التأخير".
وكتبت المجموعة أن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المستمر منذ أكثر من قرن، وصل إلى ذروة غير مسبوقة وغير مقبولة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه"، داعية المجتمع الدولي، وخصوصاً فرنسا، إلى "الرد بقوة وتصميم".
وشددوا على أن "فرنسا، التي يُعترف بتفردها بين الأمم مجتمعة، يجب أن تكون قدوة لأولئك الذين لا يجرؤون بعد على المضيّ في هذه الخطوة".
*إسرائيليات
غالانت للجنود على الحدود الشمالية: "علينا الاستعداد وأخذ احتمالية الحرب بالحسبان"
أجرى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، تقييمًا للأوضاع في مقر قيادة الجيش في الشمال، وحث خلال لقائه بجنود عند الحدود على الاستعداد والجاهزية العالية لاحتمال حدوث تطورات وأخذ شن حرب بالحسبان.
وقال غالانت خلال لقائه بالجنود: "وصولي إلى هنا لم يأت من فراغ، أنا أتفهم الضغوطات وقد حضرت إلى هنا لأرى عن قرب الواقع الذي تعيشونه وأتفهم تمامًا حجم الأضرار".
وأضاف: "وصلت إلى هنا بعد إجراء تقييم للأوضاع، لا شك أن هناك أضرار وأعرف جيدًا ما يحدث على الجانب الآخر. هناك أضرار بحجم كبير تعرضت لها أجزاء كبيرة من جنوب لبنان، هناك الآلاف من المنازل التي تضررت والمئات دُمرت وكل منها ليس مجرد منزل بل هو منزل كان فيه (مخربون)".
وتابع غالانت: "هذا الصباح أصيب (مخربون)، وفي مطلع الأسبوع قمنا باغتيال أحد كبار قادة الجبهة الشمالية في القطاع الغربي، وعلينا الاستعداد وأن نأخذ بالاعتبار أن أي شيء يمكن أن يحدث، سنصل إلى وضع نعيد فيه الأمن إلى السكان".
وأشار إلى أنه، "نريد استنفاد كل فرصة للقيام بذلك بالاتفاق لأننا نعلم أن للحرب أثمان ونفضل تجنبها، لكن علينا أن نأخذ بالاعتبار أن هذا الأمر يمكن أن يحدث وأن نستعد له، وإذا وصلنا إلى هذا الاستنتاج فسنعمل لأننا ببساطة بحاجة إلى أن نهتم لمواطنينا".
وختم غالانت حديثه للجنود بالقول: "أدرك الصعوبة لكنني أقول لكم إن ما يحدث على الجانب الآخر أصعب بكثير، هذا صحيح لأننا هنا نعيش بديمقراطية بينما هناك لا يسمح لأحد بالكلام ومن يتكلم يقومون بقطع رأسه، هذا هو الوضع".
*أخبار فلسطين في لبنان
برعاية سفارة دولة فلسطين في بيروت: معرض بعنوان القدس تاريخ وحضارة
نظم الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان بالتعاون مع المؤتمر الوطني الشعبي للقدس برعاية سفارة دولة فلسطين في لبنان اليوم الجمعة، ولمناسبة الذكرى ال76 للنكبة، معرضاً للصور والطوابع البريدية ولوحات الفن التشكيلي تحت عنوان "القدس تاريخ وحضارة"، بحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، ممثل السفارة الاردنية الهاشمية الملحق الدكتور حمدي الحياصات، نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي، ممثل المديرية العامة للامن العام اللبناني النقيب وليد عويدات، مديرة مجمع الكنائس في لبنان سيلفيا حداد، عضو المجلس الثوري لحركة فتح امنة جبريل، امين سر حركة فتح في اقليم لبنان حسين فياض واعضاء الاقليم، ممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وحشد من الكتاب والادباء والفنانين والاعلاميين وممثلي الوسائل الاعلامية.
افتتح المعرض بالنشيدين اللبناني والفلسطيني وبعرض فيلم وثائقي يحاكي القضية الفلسطينية منذ النكبة حتى يومنا هذا، ثم قدمت الشاعرة نزيهة زنهر قصيدة من وحي المناسبة.
وفي كلمة له قال السفير دبور "نوجه تحية تقدير واجلال لشهداء فلسطين ولبنان ولشهداء امتنا جميعاً، هؤلاء الاكرم منا جميعا لهم علينا الواجب والوفاء لتضحياتهم ودمائهم الزكية."
واضاف " حصلت المأساة منذ 76 عاماً وقع الظلم التاريخي على شعبنا الفلسطيني ولغاية اليوم والحركة الصهيونية تحاول تطويع الشعب الفلسطيني والقبول بالامر الواقع وان ينسى وطنه وقضيته وارضه وتزداد وتكبر المؤامرات المتعددة والتوغل في دم شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، ولم تترك مكاناً كي تثني هذا الشعب عن المطالبة بحقه ولكن صمود وبسالة شعبنا افشلت مشاريعهم، لذلك لم ولن يستطيعوا كسر عزيمة وارادة شعبا."
وتابع دبور: "خلال العدوان الظالم على اهلنا وشعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وهذه الابادة الجماعية يخرج علينا نتنياهو وعصابته بمشاريع يطلقونها علناً ويرفع نتنياهو في الامم المتحدة خارطة للشرق الاوسط المقبل دون اشارة لدولة فلسطين، نعم هو مشروعهم الحقيقي الذي لم يقف عند عام 1948 ولن يقف عند استكماله في العام1967 ولم يقف عند المجازر التي نفذوها بحق شعبنا على مدار السنين الطويلة الماضية، ويقول نتنياهو بأنه يعمل هو وكيانه على نظام جديد للمنطقة يستمر ل 50 عاماً قادمة، وما هو هذا النظام الجديد الذي سيستمر 50 عام؟ ان يكرس احتلاله للمنطقة ويفرض شروطه على المنطقة كاملة ما يعني 48 جديدة وبثوب جديد وباستكمال تثبيت كيانه."
وقال السفير دبور: "لكن صلابة وصمود وبسالة الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية والمقاتل الفلسطيني والانسان الفلسطيني والانسان العربي وكل الاحرار في العالم ستفشل مشروعهم ولن يتحقق ما يصبو اليه تنفيذ المشروع الصهيوني ونحن نرى كيف ان الطفل الفلسطيني يؤكد للعالم اجمع بانه متجذر بارضه وباق في وطنه حتى تحقيق حقه في تقرير المصير.
واكد دبور ان ما يتحمله شعبنا الفلسطيني خلال الفترة الماضية لم يتحمله شعب آخر، واثبت بانه عنوان للصبر والصمود والتضحية والتمسك بأرض وطنه.
واضاف دبور: "ولافشال هذا المشروع والعدوان فان ذلك يتطلب منا جميعاً تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية والتكامل النضالي ما بين العمل السياسي والكفاحي."
وحيا دبور احرار العالم الذين وقفوا في الميادين والساحات والجامعات يرفعون راية فلسطين وينادون ويهتفون بالحرية لفلسطين.
وقال دبور: صوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة 143 دولة لأحقية دولة فلسطين عضواً كاملاً في المنظمة الدولية وفي مجلس الأمن صوتت 12 دولة لصالح فلسطين مع امتناع دولتين مضافاً لهم فيتو امريكي ويدعون انهم مع حل الدولتين، فاذا كنت مع حل الدولتين يجب ان تكون اولاً مع دولة فلسطينية وتعترف بها وتنفذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرارين 181 و 194.
واكد دبور ان الفيتو لن يقف بوجهنا ولن يثنينا عن حقنا كباقي شعوب الارض بأن نمارس حريتنا وسيادتنا على ارض وطننا، واننا لن نتراجع رغم كل الضغوط التي تمارس علينا عن المطالبة والعمل الدؤوب لتحقيق هدفنا والاعتراف بالدولة الفلسطينية وان هذا الحق لا رجوع عنه.
وقال دبور: "نؤكد على ارادة شعبنا التي لن تكسر ولن نتنازل عن حقنا في وطننا ودولتنا المستقلة وقدسنا عاصمتنا الابدية شاء من شاء وابى من ابى، يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لصادقون وانها لثورة حتى النصر."
وقدم رئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان محمد الشولي باسم الاتحاد درع القدس للسفير دبور تقديراً لرعايته واحتضانه الفنانين والمثقفين الفلسطينيين في لبنان.
ثم افتتح السفير دبور والمشاركون المعرض الذي يضم عشرات الصور واللوحات التي تحاكي تاريخ وحضارة مدينة القدس قبل الاحتلال الاسرائيلي للمدينة ولغاية يومنا هذا.
*آراء
سقط العرب في اختبار القمة/ بقلم: عمر حلمي الغول
لم تفاجئ القمة العربية في دورتها ال33 في المنامة (16 مايو 2024) مواطنًا عربيًا من أي مستوى، فجاءت مخرجاتها منسجمة مع واقع أهل النظام الرسمي العربي، وتكريسًا لواقع التبعية للولايات المتحدة والغرب الرأسمالي وربيبتهم إسرائيل النازية، الذين يقودون دفة حرب الإبادة على الشعب العربي الفلسطيني منذ أكثر من 7 شهور خلت، وعلى مدار 225 يومًا ذبح فيها الشعب الفلسطيني الشقيق من الوريد إلى الوريد، واستبيحت دم الأطفال والنساء والشيوخ والعزل عمومًا، كما لم يحدث في تاريخ سابق، وإن حدث مذابح شبيهة، فهي الاستثناء في تاريخ حروب الإبادة.
بيان قمة العرب خرج باهتًا، وهابطًا، ولا يليق بمكانتكم كأشقاء، ومسؤولين عن الجزء الأعظم من مأساة فلسطين وشعبها، وان لم تكونوا مشاركين مباشرة فيما مضى من نكبات على ارض الرباط والاسراء والمعراج ووطن السيد المسيح عليه السلام، فأنكم اليوم ومع دخول الشهر ال8 لحرب الإبادة الجماعية تكرسون ما ارتكبه اسلافكم من خطايا في حق الشعب العربي الفلسطيني وقضيته المركزية، الذي دفع ومازال يدفع ثمنًا من لحمه الحي، ومن أرض وطنه الأم فلسطين دفاعًا عن شرف ومكانة وكرامة الامة العربية.
شخصيًا أطعمت نفسي جوزًا فارغًا لبعض الوقت، عندما تأملت وراهنت على تمثلكم لمسؤولياتكم تجاه الكارثة، وعمليات القتل والإبادة والتجويع والامراض والدمار والحصار لكل معالم الحياة في فلسطين عموما وفي قطاع غزة خصوصًا. لكنكم أبيتم الا ان تراوحوا في ذات المكان، الذي ترزحون به، ولم تفكروا للحظة بالخروج من متاهة التبعية للغرب الامبريالي بقيادة اميركا، وتعيدوا الاعتبار لذاتكم ومكانتكم ولتاريخ العرب المجيد في الحقب والازمان الغابرة.
تأكدوا أننا في فلسطين المحتلة، لا نريد منكم حشد جيوشكم، وسن بنادقكم، وشن حربًا على إسرائيل او الولايات المتحدة، كل ما أردناه أن ترتقوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية، وتحسوا بآلام وجراح ومصائب اخوتكم في فلسطين، وتفرضوا بما تملكون من أوراق القوة حرب الإبادة الجماعية، وأن تعيدوا النظر بعلاقاتكم مع إسرائيل وواشنطن لتفرضوا عليهم ادخال المساعدات والانسحاب الفوري من قطاع غزة، ووقف التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين من القطاع والضفة على حد سواء، والذهاب للمؤتمر الدولي للسلام وتكريس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، وتدعموا موازنة دولة فلسطين لتقوم ببعض واجباتها تجاه الدفاع عن مصالح الشعب وأهدافه الوطنية، وتحمي ما تبقى من ركائز النظام السياسي الضعيف والهش، لا سيما وان دولة النازية الصهيونية تمارس القرصنة على أموال الشعب الفلسطيني، وتنتهك ابسط معايير ومبادئ الاتفاقات الموقعة في أوسلو برتوكول باريس، والقوانين الدولية عمومًا.
ولكنكم للتهرب من التزاماتكم، التي صادقتم عليها في مؤتمرات القمم العربية السابقة بتأمين شبكة الأمان المالية لموازنة السلطة الوطنية، تحاولون استمراء الثرثرات اللا مسؤولة عن الفساد المالي في أوساط النخب السياسية الفلسطينية، وتعلقون على شماعتة عدم التزامكم، وتهربكم الأخلاقي والسياسي والاقتصادي المالي تجاه أشقاء الدم والمصير العربي المشترك بذريعة مبالغ فيها. نعم هناك أخطاء ومظاهر سلبية في أوساط الشعب الفلسطيني والنظام السياسي، ولكن اسألكم إذا ما قارنتم ظاهرة الفساد في فلسطين بالفساد في انظمتكم من الفكم الى يائكم، أي الأكثر فسادا وهدرا للمال الوطني والعربي العام؟ ام انكم لتغطوا عورات عدم التزامكم، وانصياعكم لأوامر واشنطن وتل ابيب تلقون في وجوهنا بضاعتكم الباهتة والمشوهة؟ وأين استقلالكم وسيادتكم على اموالكم وبلادكم، أم هي حبر على ورق، ورهينة سادة البيت الأبيض؟ اليس هذا قمة الانحراف والفساد السياسي وغير السياسي؟
لن أتأسف على مكاشفتكم بواقعكم غير الإيجابي، والذي يمس بهيبتكم ومصداقيتكم وبعلاقات الأخوة. لأن الواجب كان يفرض أن أصارحكم القول، وأضع الإصبع على بعض الجروح، وأذكركم بأن الواقع الراهن لأمة العرب بلغ منحدر خطير بسبب السياسات العرجاء التي تنتهجونها وتمارسونها. وتذكروا أن الولايات المتحدة آيلة للسقوط والتفكك ولو بعد حين، وإسرائيل النازية ولدت ميته، ولن تدوم، لأنها ترفض التعايش والسلام وتستبيح القانون الدولي. وبالتالي الأجدر بكم مراجعة سياساتكم وخياراتكم تجاه شعوبكم أولاً، وأشقاءكم في فلسطين ثانيًا، ومستقبل أنظمتكم ثالثًا.
من المؤكد أن قمة المنامة كشفت عن سقوطكم في الاختبار، وإماطت اللثام عن عدم ارتقاءكم لمستوى المسؤولية وخذلان اشقاءكم في فلسطين، وليس للفلسطينيين إلا شعوب إفريقيا وفي مقدمتها جنوب إفريقيا وأميركا اللاتينية وأنصار السلام في العالم والرهان على ذاتهم. وبقدر ما يخلط الفلسطينيون قواعد اللعبة في الإقليم، بقدر ما يدافعون عن أنفسهم ومستقبلهم ومشروعهم الوطني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها