تتجادلونَ على جُرحِ حرفٍ ..
تتشاحنونَ على موقفٍ ..
تُخوِّنونَ من قال الحَقيقة…
كأن المعركةَ هُنا:
في التغريداتِ، في الاصطفافِ، في ارتجافِ اللغة…!
***
غزةُ هُناك، لا تملكُ ترفَ الغَضب، …
ولا وقتًا للتنظيرِ ..
الموتُ يكتبُ فصولهٍ بلونِ الدم، ورائحةِ الرماد…!
***
في غزة، لا تُحصى الأجساد، ..
تُجمَعُ الأشلاء، ..
ولا يُقال: استُشهد فلان ..
بل يُسأل: هل بقي أحد ..؟
لم يَعد يُفتشُ عن بيتٍ ..
بل يُفتَّشُ عن جدارٍ كان يضمُّ ضحكةً…
كان يحملُ ذكرى ..
***
هناك، الموتُ هواءٌ يومي ..
والقذائفُ لا تسألُ عن عمرِ الطفلِ ..
ولا عن ملامحِ الأم…!
***
امرأةٌ حاملٌ بفرحٍ مؤجَّل…
كانت تَعدُّ الأيامَ للقاءِ وليدِها ..
يشطرُها صاروخٌ ..
يمزقُ الحياةَ في احشائها ..
قبل أن تُخَلق ..
***
ممرّضٌ أسعف والدته دون أن يعرفها ..
طبيبٌ خنق دمعته كي يُجري جراحةً ..
لابنه بلا مخدر، بلا سرير …
***
صحفيٌّ حمل كاميرته ..
ليأخذَ للحقيقة صورةً ..
فمزقته طائرةٌ مُسيّرة ..
لكن العدسة ..
ظلّت مفتوحة على المذبحة …
***
مسعفٌ ابتلعتْهُ قذيفة ..
فحملته أكتافُ زملائه ..
إلى الحفرةِ الأخيرة …
***
في المستشفيات، لا كهرباء، لا دواء ..
ولا وقتٌ للإنقاذ ..
الأجسادُ مكدسة، يتنفسون الألم ..
أو ينتظرون دورهم في مفكرة الموت ..
***
الكنائسُ دُمِّرت، ..
المآذنُ احترقت، ..
والأطفالُ يُنتشلون بلا رؤوس، ..
بلا أطراف، ..
والمخيماتُ:
أصبحت ركامًا يصرخُ بلا لسان …!
***
غزّةُ ليست مدينةً فقط ..
إنها اختزالُ القيامة ..
إنها وجهُ الإنسانية حين يُذبحُ حيًّا ..
***
غزة لا تنتظرُ مؤتمراتِكم ..
ولا بياناتِكم ..
ولا أصواتكم ..
وأنتم جالسون في الصالونات ..
تنظّرون على أنقاضها …
***
غزة تنتظرُ الفرج من الله ..
تنتظر أن تُسلّموا الرهائن…
ولا أن تُسلّموها الأكفان…!