بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 25- 4- 2025
*فلسطينيات
منصور يبعث رسائل متطابقة لمسؤولين أمميين بشأن استمرار مجازر الاحتلال في غزة
بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من: الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر "فرنسا"، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن استمرار تفاقم الكارثة الإنسانية والمجازر المروعة في قطاع غزة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، حصاره العقابي المحكم وقصفه العشوائي لجميع المناطق المدنية في القطاع.
وتطرق منصور في رسائله إلى مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين، ارتكاب جرائم القتل والتطهير العرقي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن عدد الضحايا في غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، اقترب من 52000 شهيد، وأكثر من 117000 جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، منوهًا إلى لجوء الاحتلال إلى تدنيس القبور وهدم مقابر بأكملها في غزة في محاولة منها لمحو الفلسطينيين من على وجه الأرض.
وتحدث عن مواصلة قوات الاحتلال حصارها اللاإنساني وعقوباتها الجماعية، بما في ذلك حرمان جميع مواطني قطاع غزة من الغذاء والماء والدواء والوقود وغيرها من الإمدادات الإنسانية الحيوية، إضافة إلى مواصلتها فرض مئات نقاط التفتيش والقيود الخانقة على حركة الفلسطينيين، في جميع أنحاء الضفة الغربية.
كما تحدث في رسائله حول القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى، بما يشمل عدوانها المستمر على الأونروا وإجراءاتها الرامية إلى وقف عملياتها في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشار منصور الى مداهمة وإغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي 6 مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى حرمان 800 طفل من التعليم وإكمال العام الدراسي، الى جانب مواصلة العدوان على النظام الصحي في غزة، وحرمان الفلسطينيين من الرعاية الصحية، واستمرار عمليات التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين وسرقة الأراضي الفلسطينية، سواء بالاستيلاء على الممتلكات، أو هدم المنازل، وتهجير الفلسطينيين وتوسيع المستعمرات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية أو الاستيلاء على مساحات شاسعة في غزة لتوسيع ما يسمى بالمنطقة العازلة.
وشدد على أن غياب محاسبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، شجعها على الاستمرار في عدوانها على شعبنا الفلسطيني وتهجيره القسري وتجريده من أرضه وتراثه، بما في ذلك التحريض والاستفزازات والاعتداءات المستمرة من قبل الاحتلال والمستعمرين والسياسيين الإسرائيليين المتطرفين على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس.
ونوه إلى اعتداء قوات الاحتلال على الحجاج المسيحيين خلال احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة، إضافة إلى تصاعد الاستفزازات تجاه المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف، بما في ذلك محاولاتها المستمرة لفرض التقسيم الزماني والمكاني، في انتهاك مباشر وصارخ للوضع التاريخي والقانوني الراهن للموقع المقدس.
وأكد منصور ضرورة التحرك الجماعي وبشكل فوري لدعم الأمم المتحدة وأحكام محكمة العدل الدولية، وحث جميع الدول على اتخاذ إجراءات ملموسة والوفاء بالتزاماتها القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية، لوقف الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني.
وكرر دعوة جميع الدول للتحرك الفوري بما يتماشى مع القانون الدولي، ودعوة مجلس الأمن للتحرك بما يتماشى مع ولايته المنصوص عليها في ميثاقه ومع قراراته ذات الصلة، بما في ذلك القراران 2735 و2334.
كما شدد على ضرورة وقف هذه الإبادة الجماعية وانهاء هذا الاحتلال غير الشرعي وحماية النظام القانوني الدولي، وتحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك تقرير المصير والعودة، وإحلال السلام والأمن في المنطقة.
*عربي دولي
"الأونروا": نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر والمساحة المتبقية للفلسطينيين غير آمنة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجددًا في قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الأونروا، في بيان نشرته عبر منصاتها الرسمية، أن عمليات النزوح الأخيرة تركت الفلسطينيين محصورين في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية "مجزأة، غير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة".
وأكدت الوكالة أن الملاجئ المكتظة تعاني من أوضاع كارثية، في حين تواجه الجهات المقدمة للخدمات صعوبات كبيرة في العمل وسط استنزاف شبه كامل للموارد المتوفرة.
*إسرائيليات
"بن غفير" في أميركا.. كُنس رفضت استقباله ويهود وطلاب تظاهروا ضده
لاحقت الاحتجاجات وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة، حيث منعته كُنس يهودية من إلقاء كلمة فيها، في حين تظاهر ضده طلاب الجامعات.
حيث تظاهر مئات اليهود والإسرائيليين في مدينة نيويورك ضد بن غفير، وطالبوا بإعادة الأسرى من قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية، كما تظاهر ضده أيضًا العديد من الناشطين المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وهتفوا ضده قائلين "يا نازي يا مجرم".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن عدة كُنس في نيويورك رفضت استقبال بن غفير وإلقاءه خطاب فيها، حيث أشارت صحيفة "هآرتس" أنه تحت ضغط عائلات الأسرى، أعلن كنيس يهودي كبير في نيويورك إلغاء خطاب بن غفير.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، نقلاً عن مصادر في الجالية اليهودية بنيويورك، إن "هذه جاليات مؤيدة لإسرائيل، لكن بن غفير يواجه صعوبة في إيجاد كُنس توافق على استقباله".
ويزور الوزير، الذي أُدين 8 مرات لارتكابه جرائم من بينها العنصرية ودعم منظمة إرهابية، الولايات المتحدة حاليًا، علمًا بأنه يتزعم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، بسبب مواقفه المعارضة للسلام والداعية للحرب ولتجويع الفلسطينيين وتهجيرهم، وإقامة المستوطنات بقطاع غزة بعد احتلاله.
وكان محتجون قد أطلقوا صيحات استهجان وألقوا زجاجات المياه على بن غفير خلال زيارته لجامعة ييل الأميركية يوم الأربعاء الماضي.
ووفقًا لصحيفة "ييل" الطلابية، تم دعوة بن غفير للتحدث مع مجموعة يهودية غير تابعة رسميًا للجامعة، وكان نحو 200 من طلاب الجامعة قد أقاموا خيامًا في حرم الجامعة في نيو هافن بولاية كونيتيكت، ثم أزالوها بعد تهديدات من إدارة الجامعة.
وأجبر الاحتجاج السيارة التي كانت تقل بن غفير على التراجع وسط هتاف "نقولها بصوت عالٍ وواضح اخرج من هنا"، ووجد حراس الأمن بالجامعة طريقًا آخر لإدخال بن غفير، حيث تم الهتاف ضده مجددًا.
وأظهرت مقاطع فيديو عشرات الطلاب المعارضين للعدوان الإسرائيلي على غزة وهم يهتفون ضد بن غفير "عار عليك".
لكن بن غفير رد بإشارة النصر بيده، وكتب على منصة إكس أمس الخميس: "في مواجهة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة ييل، الذين يدعمون "النازيين" في غزة سوف ننتصر. شعب إسرائيل حي"، وفق تعبيراته.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى عددًا من الطلاب وهم يتوشحون الكوفية الفلسطينية، ويرفعون العلم الفلسطيني، وعليه عبارة "فلسطين حرة".
وكان بن غفير وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم الاثنين الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها له كوزير منذ تسلمه مهامه في نهاية العام 2022.
وقال مكتب بن غفير: إنه "سيلتقي مسؤولين بالولايات المتحدة الأميركية، لكن حتى أمس الخميس لم يلتقِ به أي مسؤول أميركي".
*أخبار فلسطين في لبنان
حركة "فتح" في منطقة صور تنفي ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي
ردًا على ما تم تداوله عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"– منطقة صور، نفيها القاطع للأنباء التي تحدثت عن إطلاق نار باتجاه دورية للجيش اللبناني عند مدخل مخيم الرشيدية.
كما نؤكد على عمق العلاقة الأخوية التي تجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني، وعلى استمرار التنسيق بين قيادة حركة "فتح" في منطقة صور والجيش اللبناني.
ونطالب كافة وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرّي الدقة عند نقل الأخبار، تفاديًا لنشر الشائعات أو الوقوع في فخ التحريض والتضليل المشبوه.
*آراء
نظرية الاستثمار في الخصم وتطبيقها في الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي/ بقلم: د. عبدالرحيم جاموس
منذ نشأتها، دأبت إسرائيل على توظيف الصراعات الداخلية الفلسطينية، لا لمجرد استغلالها اللحظي، بل لتحويلها إلى أدوات استراتيجية تخدم مشروعها الاستيطاني وسياساتها التوسعية، وهو ما يمكن قراءته بوضوح من خلال نظرية "الاستثمار في الخصم".
هذه النظرية، التي تقوم على مبدأ الإبقاء على العدو في حالة ضعف دائم دون القضاء عليه، بهدف استخدامه سياسيًا وأمنيًا، تجسدت بشكل جلي في تعاطي إسرائيل مع حركة حماس، منذ نشأتها في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، مرورًا بانقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007، وصولاً إلى لحظة الانقسام الفلسطيني الممتدة حتى اليوم.
- أولاً: النشأة المزدوجة لحماس واستراتيجية "صناعة خصم بديل"
لم تكن إسرائيل بعيدة عن المشهد عند ظهور حركة حماس، بل إن تقارير عديدة– بما فيها وثائق من داخل الإدارة الإسرائيلية– كشفت عن غض الطرف الإسرائيلي، وربما التسهيل في بدايات تشكيل الحركة، كجزء من محاولة إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف)، التي كانت آنذاك قد بلغت ذروة الاعتراف الدولي كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
سعت إسرائيل إلى خلق "خصم بديل" داخل الجسم الفلسطيني، يستند إلى مرجعيات دينية متشددة ومواقف سياسية مناوئة للتسوية السياسية، كوسيلة لتفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية من جهة، وإفشال جهود المجتمع الدولي في إنهاء الصراع وفق حل الدولتين من جهة ثانية.
- ثانيًا: انقلاب حماس في غزة 2007– نقطة مفصلية في الاستثمار الاستراتيجي
شكّل انقلاب حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة عام 2007 نقطة تحول مفصلية في المشروع الاستثماري الإسرائيلي في الخصم الفلسطيني.
لقد قسّم هذا الانقلاب الجغرافيا الفلسطينية، وعمّق الانقسام السياسي والمؤسساتي، وخلق واقعًا ملائمًا لإسرائيل، يمكن تلخيص أبعاده في ما يلي:
1. ضرب وحدة القرار الوطني الفلسطيني، فبانقسام الضفة عن غزة، ضعفت القدرة التفاوضية الفلسطينية، وفقد الموقف الفلسطيني المشترك زخمه أمام المجتمع الدولي، ما أتاح لإسرائيل الادعاء بعدم وجود "شريك فلسطيني موحد" يمكن التفاوض معه.
2. تبرير تعطيل الاتفاقيات الدولية: استخدمت إسرائيل انقلاب حماس مبررًا لوقف التزاماتها تجاه الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير، لا سيما اتفاق أوسلو، واعتبرت أن سيطرة "حركة إرهابية"– بحسب تصنيفها– على غزة يعفيها من الاستحقاقات السياسية.
3. تعزيز الرواية الأمنية داخليًا وخارجيًا: شكل وجود حماس، ومواقفها الرافضة للاعتراف بإسرائيل، ذريعة مثالية لتسويق الرواية الإسرائيلية في الغرب حول "التهديد الدائم"، مما برر تصعيد العمليات العسكرية المتكررة على القطاع، وتحويل إسرائيل إلى ضحية في نظر الرأي العام الغربي.
4. تأبيد الحصار وتدمير غزة تدريجيًا وصولاً إلى التدمير الكامل حاليًا: منذ سيطرة حماس على غزة، فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع، دعمته بموجات متكررة من العدوان العسكري، أسفر عن تدمير البنية التحتية للقطاع وتكبيد الفلسطينيين خسائر بشرية ومادية جسيمة، دون أن يسعى الاحتلال لحسم عسكري نهائي، في تكريس واضح لمنطق "الإضعاف المدروس" لا الإنهاء الكامل للعدو.
- ثالثًا: تغطية الاستيطان وتوسيع رقعة السيطرة
بفضل الانقسام، ركزت إسرائيل جهودها في الضفة الغربية، حيث ضاعفت من وتيرة التوسع الاستيطاني، وصادرت الأراضي، وشرعنت البؤر الاستيطانية، في ظل انشغال الفلسطينيين بصراع داخلي لا طائل منه. كما وظفت ذريعة "الخطر من غزة" لتعزيز تواجدها الأمني والعسكري في الضفة، وبناء جدار الفصل العنصري، وتمرير قوانين يهودية الدولة، ما مهد فعليًا لفرض واقع الدولة الواحدة بواقع عنصري، يقوض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.
- رابعًا: الاستثمار في الانقسام كأداة تهجير قسري
أدى الانقسام، واستمرار معاناة قطاع غزة بفعل الحصار والفقر والبطالة، إلى موجات تهجير متصاعدة، حيث دفعت الظروف القاهرة أعدادًا متزايدة من الشباب والعائلات إلى الهجرة القسرية، ما يخدم الرؤية الصهيونية القائمة على تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وتغذت هذه السياسة من استمرار سيطرة حماس على القطاع، وغياب أفق سياسي وطني جامع، وانعدام الثقة بالحلول.
- خامسًا: فرض حلول تُجهض الحقوق الوطنية
إن الهدف النهائي لهذا الاستثمار الإسرائيلي في الخصم الداخلي، يتمثل في خلق بيئة فلسطينية عاجزة عن فرض شروطها أو الحفاظ على حقوقها الوطنية، لتصبح فريسة سهلة لما يُسمى بـ"الحلول الاقتصادية" أو "السلام الإقليمي"، أو حتى مشاريع "الكونفدرالية" مع الأردن، وهي جميعها صيغ تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس الواقع الاحتلالي.
ختامًا ليس من المبالغة القول إن إسرائيل لم تكن لتتمكن من تحقيق هذا القدر من السيطرة والتمدد، لولا استثمارها الدقيق والمدروس في الانقسام الفلسطيني، وعلى وجه التحديد في حركة حماس وسلوكها السياسي.
لقد حوّلت إسرائيل هذا الخصم إلى جزء من منظومة تبرير الاحتلال، ومسوغاته الأمنية والدولية، دون أن تقدم على إنهائه، لأنها ببساطة تستفيد من بقائه.
وهنا يكمن التحدي الأكبر للفلسطينيين: أن يدركوا أن الوحدة الوطنية ليست خيارًا عاطفيًا أو ظرفيًا، بل هي المعركة الحقيقية ضد المشروع الاستعماري العنصري الإحلالي اليهودي الصهيوني، وضد محاولاته لتحويل الشعب الفلسطيني إلى مجرد ورقة في يد المحتل.
فلا مقاومة حقيقية بدون وحدة وطنية حقيقية وشاملة، ولا تحرر دون مشروع وطني جامع يُعيد توجيه البوصلة نحو مواجهة الاحتلال، لا تغذية الانقسام الذي لا يخدم إلا عدونا الوحيد: إسرائيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها