بما لاول مرة اقرأ تقريرا للامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الذي القي نيابة عنه في مؤتمر في العاصمة الاندونيسية جاكرتا حول القدس حيث حمل خمسة عقود من الاحتلال مسؤولية العمليات الفردية التي يقوم بها شبان ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه حاليا. بل ودعا الى كبح جماح ردود الفعل الاسرائيلية على العمليات.

كلام كي مون هو رد على الآلة الاعلامية الاحتلالية التي تريد اظهار ردود الفعل على السياسة الاحتلالية من قهر واذلال وقمع وتنكر للقرارات الدولية والحقوق الفلسطينية وكأنها عمليات منظمة يجري طبخها ونفخها من قبل السلطة الوطنية او الفصائل بل هي نتيجة طبيعية للممارسات الاحتلالية، فحتى الدراسات الاسرائيلية اثبتت ان هذه العمليات لا يمكن وقفها لانها وليدة اللحظة دون تخطيط مسبق ورد فعل فوري على حادث ما واستفزاز احتلالي  ومنفذوها شباب اغلبهم من القدس والخليل. وحتى الآن فان سياسات الاحتلال الاستيطانية والاستفزازية في القدس الشريف لم تتغير وبالتالي تبقى هناك ارضية ملائمة لاستمرار العمليات طالما ان الاحتلال يواصل ممارساته التي تستحث الرد عليها. فالاحتلال لم يترك بارقة امل ليس للشبان الغاضبين بل للشعب الفلسطيني كله حيث يتنكر لحل الدولتين ويرفض حل الدولة الواحدة ويريد استمرار الوضع على ما هو عليه اي ان يواصل الاستيطان والتطهير العرقي والقتل والقمع دون مساءلة دولية طالما ان الولايات المتحدة توفر له الغطاء والحماية في المحافل الدولية. وازاء ذلك فاننا لا نرى نهاية للغضبة الحالية ضد ممارسات الاحتلال لانها ردود فعل فطرية غير مسيرة من احد والاحتلال وحده من يتحمل مسؤولية سفك الدماء سواء كانت فلسطينية او يهودية وهو المطالب بنزع فتيل العنف بوقف سياساته الاستيطانية وتطاوله على المسجد الاقصى والرضوخ للشرعية الدولية الداعية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.