تتصدر الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين المشهد في أوروبا، لا سيما في ظل انعكاساتها على العلاقات بين الدول الأوروبية نفسها من جهة، وبينها وبين الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى. 

فالخلاف الحاد بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، يجعل التوصّل إلى سياسة أوروبية خارجية موحّدة أكثر صعوبة من أي وقت مضى. 

وبحسب صحيفة ذا ناشونال انترست، فقد اعترفت كلٌ من أيرلندا والنرويج وإسبانيا بدولة فلسطين منذ ثلاثة أشهر، على أمل تسريع قرار وقف إطلاق النار في غزة، ولتشجيع الدول الأوروبية الأخرى على الانضمام إليها. 

لكن مع تواصل العدوان للشهر التاسع على التوالي، أصبح وقف إطلاق النار أمرًا بعيدًا عن متناول اليد، بل على العكس من ذلك، إذ ترتفع المخاوف إزاء توسّع العدوان الإسرائيلي إلى لبنان.

وبحسب الصحيفة، فإن الاندفاع الأيرلندي والنرويجي والإسباني نحو الاعتراف بفلسطين أدى إلى خلاف سياسي مع الولايات المتحدة الأميركية، التي تفضّل أن يأتي الاعتراف بعد المفاوضات بين "تل أبيب" والسلطة الوطنية، بديلاً عن الاعتراف الأوروبي القاطع الذي من شأنه أن يجعل من مفاوضات "غير موجودة" أصلاً، أكثر صعوبة.

وفي الحصيلة، فإنّ الاعترافات غير التقليدية بفلسطين تساهم في تعميق الانقسامات السياسية الداخلية الأوروبية، ويفرض صعوبة في التوصّل إلى سياسة خارجية أوروبية موحّدة 
 وفي الوقت نفسه، لن تنظر واشنطن إلى هذه الدول التي ترفض تتخذ مواقف مستقلة بشأن القضية الفلسطينية على نحو يخالف السياسة الأميركية كشريك موثوق.