كانت للبشرية ميول فنية تعود إلى العصر الحجري القديم على الأقل، والتي تعكسها أقدم لوحات منقوشة على الكهوف والتماثيل الحجرية المعروفة. وعلى مدى سنوات لا حصر لها، جمع البشر هذه الأعمال الفنية. وبدورهما جمعت كل من دار "كريستيز" و دار "سوثبي" للمزادات، المشترين والبائعين معاً لعدة قرون، حيث يتنافس المشترون في حروب المزايدة المثيرة.
وقد شهد سوق الفن ارتفاعات شديدة خلال العقود الأخيرة، حيث سجلت بعض المزادات الكبرى أرقاماً قياسية للعديد من الفنانين في ليلة واحدة.
وتعد لوحة الفنان الإيطالي الشهير، ليوناردو دافنشي، للمسيح المخلص، "سالفاتور موندي"، بمثابة أغلى عمل فني تم بيعه في مزاد على الإطلاق، إذ وصلت قيمتها إلى 450.3 مليون دولار في عام 2017 خلال مزاد نظمته دار كريستيز للمزادات.
وعلى الرغم من أن المنحوتات لم تصل قيمتها إلى هذه المبالغ الطائلة، إلا أنها لا تزال تعد كبيرة، حيث تم بيع بعضها بمبالغ تزيد 100 مليون دولار للمنحوتة.

وفيما يلي إليكم أغلى 10 منحوتات تم بيعها في المزادات على الإطلاق، وبلغت قيمتها الإجمالية 806.5 مليون دولار:

منحوتة (L'Homme au doigt)، للنحات  ألبرتو جياكوميتي عام 1947، وبلغ سعرها:  141.3 مليون دولار، والتي عرضت في دار كريستيز للمزادات في نيويورك، عام2015.

والسبب الذي يجعل المنحوتة جذابة للغاية: هذا التمثال البرونزي الذي يبلغ ارتفاعه ستة أقدام، ويجسد رجلا يشير بإصبعه، كان خارج السوق منذ عام 1970، مما يزيد من جاذبيته.

ويدرك الخبراء أنه عمل فني عالمي المستوى، وتوجد نسخ أخرى من التمثال ذاته ضمن مقتنيات معرض(Tate) في لندن، ومتحف الفن الحديث في نيويورك.

 

منحوتة (L'Homme qui marche I)، للنحات ألبرتو جياكوميتي عام 1960، حصدت سعر: 104.3 مليون دولار، في دار سوثبي للمزادات في لندن،2010.

ودخل هذا التمثال التاريخ، إذ كان أول منحوتة تُباع بأكثر من 100 مليون دولار.

 

منحوتة (Chariot)، للنحات ألبرتو جياكوميتي عام 1950، بلغت قيمتها 101 مليون دولار، ويجسد التمثال صورة السريالية لامرأة على عربة لا تستطيع التحرك، وله حكاية غريبة، وكان الفنان قد قضى بعض الوقت في المستشفى بعد كسر قدمه في حادث، وتذكر لاحقاً أنه (تعجب) من عربات الممرضات المجهزة بالأجراس.

وقام جياكوميتي بعمل ستة نسخ من التمثال. ويمكن العثور عليها في مؤسسات مثل متحف الفن الحديث في نيويورك؛ ألبرتو جياكوميتي شتيفتونغ في زيورخ؛ والمعرض الوطني للفنون في واشنطن.

 

منحوتة (الأرنب) للفنان جيف كونز عام 1986، حصدت سعر 91 مليون دولار، وتعود هذه المنحوتة إلى الثمانيات وهي من أنامل فنان أمريكي كان يعمل سابقاً سمساراً للأوراق المالية، وهذه النسخة الدقيقة تجسد لعبة قابلة للنفخ ضمن مجموعة كاملة من الأعمال التي يعتبرها البعض غير ممتعة، بينما يقول آخرون إنها تجسيد مقصود على ثقافة المستهلك.

 

منحوتة (La jeune fille sophistiquée)، للنحات كونستانتين برانكوشي بين عامي 1928و1932، حققت 71.2 مليون دولار،  وكانت هذه القطعة معروضة في السوق منذ عام 1955، عندما اشتراها البائع مباشرة من الفنان، لذلك كان المشتري في تلك الليلة هو الشخص الثاني الذي يمتلك القطعة على الإطلاق.

ويجسد هذا التمثال، نانسى كونارد المولودة في بريطانيا ووريثة ثروة كونارد للشحن، وقد سخرت من العادات الاجتماعية وألهمت أعمال الكتاب البارزين مثل لويس أراغون، وعزرا باوند. وفي أوقات منفصلة كانت متورطة مع كليهما عاطفياً.