تعتبر قبيلة "الفادوما" التي تعيش شمال زيمبابوي على ضفاف وادي نهر زامبيزي، من أكثر القبائل الإفريقية ذات العادات الغريبة والعجيبة، والتي لا مثيل لها في أي مكان بالعالم.
وتتميز هذه القبيلة بحالة وراثية نادرة تُعرف باسم "انعدام الأصابع"؛ حيث تغيب الثلاث أصابع التي في منتصف القدم، أما الإصبعان الخارجان فنجدهما منحنيين إلى الداخل فيما يشبه قدم النعامة؛ مما جعلهم يشتهرون بـ"شعب النعامة".
وكان السبب وراء ظهور تلك الحالة الوراثية الغريبة أن قانون القبيلة؛ أوجَبَ عليهم أن يتزوج الأقارب من القبيلة فقط، وما زالت تلك الحالة باقية حتى الآن نتيجة لاستمرار شعب الفادوما في تنفيذ هذا القانون.
ويعيش هذا الشعب حياته بشكل طبيعي للغاية، ولا تمثل تلك الحالة النادرة مشكلة صحية لديهم، ولا تعوق حركاتهم؛ بل يساعدهم شكل أقدامهم على تسلق الأشجار؛ لكنهم لا يستطيعون الركض، ولا يستخدمون النعال أو الأحذية.
ويتحدث أبناء قبيلة الفادوما لغة "الديما"، وهي لغة قريبة من لغة "الشونا" في زيمبابوي، ويعيشون على صيد الأسماك وجمع الفواكه، وتتسم حياتهم بالبدائية، ويعتقد أبناء القبيلة أن أسلافهم القدامى خرجوا من شجرة "الباوباب"، وهي من الأشجار الإفريقية الشهيرة، وأن روح الآباء والأجداد تعيش فيها، ويتوجهون إليها ليأخذوا البركة منها، ويعتبرونها مقدسة.
وقد يصل عمر الشجرة في بعض الأحيان إلى خمسة آلاف سنة، فهي مقدسة لأنها تُمدهم بالطعام والشراب، وتحفظ الماء في وقت الجفاف؛ لأنها تمتص الكثير من مياه المطر خلال موسم الأمطار، ثم تحتفظ بالكثير منه في موسم الجفاف، ويمكن عصر فاكهتها وجذورها والحصول على الغذاء والماء طوال العام، أما المشروب المستخلص من ثمارها ففيه فوائد كثيرة، ويعالج كل الأمراض الباطنية، كما يعتقدون.
ويتم سحق بذور شجرة "الباوباب" لاعتقاد الناس أنه مغذٍّ، وأن له فوائد صحية لعدد من الأمراض كالسكرى والضغط والربو وبعض الأمراض الجلدية، كما أنها غنية بالفيتامينات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها