يصادف يوم غد الإثنين الموافق 11 تشرين الثاني 2024، الذكرى العشرون لاستشهاد رمز النضال والكفاح الوطني الفلسطيني، الخالد في ضمير ووجدان كل أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، وكل الأحرار في العالم، الشهيد القائد ياسر عرفات "أبو عمار" الذي اغتاله الاحتلال الصهيوني الغاشم المجرم، بعد مسيرة حافلة بالكفاح والنضال، خاض الشهيد القائد خلالها غمار المعارك والحروب على كافة الجبهات، السياسية والعسكرية والدبملوماسية، في العديد من الساحات والمواقع في المنطقة والعالم، واستطاع بشجاعته وبحنكته التي قل نظيرها، وبقيادته الحكيمة لمسيرة الكفاح التحرري الفلسطيني، من أن يدفع معظَّم دول العالم للإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، من خلال الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً  شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني إينما وجد، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي العديد من المحافل والمواقع العربية والدولية.

تمر علينا هذه المناسبة الأليمة هذا العام، في ظل ظروف صعبة وخطيرة لم يسبق لها مثيل، حيث يشن الاحتلال الصهيوني بقيادة حكومة اليمين العنصرية المتطرفة النازية التي يرأسها مجرم الحرب "نتنياهو"، حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطيني للقضاء على قضيته وحقوقه المشروعة، فيقوم الاحتلال الصهيوني منذ الثامن من أكتوبر للعام الماضي، مستخدماً أقصى جبروته وقوته العسكرية، بحرًا وجوًا وبرًا، لارتكاب الجرائم والمجازر وحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد أهلنا في قطاع غزة،حيث سقط ليومنا هذا ما لا يقل عن 44000 شهيدًا، و102,900 جريحًا، جلّهم من النساء والأطفال وكبار السن، فيما لا يزال عشرات آلاف الشهداء تحت الركام والدمار الذي وصل إلى ما يزيد عن 80% من مساحة القطاع، فضلاً عن الاقتحامات المتكررة والمتواصلة لقوات الاحتلال الصهيوني وفلول المستوطنين الأوباش للقرى والبلدات ومدن الضفة الغربية والقدس، وعلى دور العبادة المسيحية والاسلامية، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، بالاضافة إلى سرقة الأراضي وهدم المنازل، إلى جانب استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وفك الارتباط معها وحظر عملّها في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس.

إن المخاطر التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه المشروعة، تتطلب تحصين البيت الفلسطيني وتصليب الجبهة الداخلية، وتعزيز صمود أهلنا في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس، وكذلك تتطلب إعلاء المصلحة العليا لشعبنا، والابتعاد عن المصالح الفئوية الضيقة، والشروع فوراً بتنفيذ كل ما تم التفاهم والتوافق والاتفاق عليه فلسطينيًا برعاية من الأشقاء والحلفاء في المنطقة والعالم، وآخرها مخرجات لقاء "بكين" لجهة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والالتزام بالرؤية الوطنية الفلسطينية، التي تضع في  الأولوية، وقف الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة، والإنسحاب الكامل للاحتلال والتصدي لأي محاولة فصل القطاع عن الضفة والقدس، والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية وبحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

تتزامن ذكرى استشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات، مع انعقاد القمة العربية الاسلامية غير العادية التي ستعقد يوم غداً  الإثنين 11/ تشرين الثاني، في عاصمة المملكة العربية السعودية "الرياض"، والتي تُمثّل امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت بالرياض في 11 نوفمبر 2023. ولبحث استمرار العدوان الإسرائيلي الصهيوني على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وبهذا السياق فإننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ندعو الرؤساء والملوك وممثلي الدول العربية والاسلامية في هذه القمة إلى أن تكون هذه القمة مميزة وغير عادية فعلاً  وقولاً، من حيث القرارات والخطوات الجدية والفعلية، التي يجب أن تأخذها وتنفذها، اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً، ضد الاحتلال الصهيوني لاجباره على وقف عدوانه على شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة وخاصة الشعب اللبناني الشقيق، والالتزام بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة التي ترتكز عليها المبادرة العربية للسلام، كما ندعو القمة إلى رفض قرارات الاحتلال الصهيوني فيما يتعلق بحظر عمل ونشاط وكالة الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصدي لمحاولة تصفيتها عبر دعمها مالياً وسد عجزها المالي الذي تعاني منه منذ أكثر من عشر سنوات، لكي تقوم بواجباتها في تقديم العون والإغاثة والمساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتحقق هدف العودة وفق القرار الدولي 194.

بهذه المناسبة الأليمة، توجه قيادة فصائل المنظمة في لبنان، التحية لشعبنا الفلسطيني ومقاوته الباسلة التي تسطر أبهى صور المواجهة والتصدي للاحتلال والدفاع عن الأرض والحقوق المشروعة والمقدسات الدينية في الضفة وغزة والقدس.

كما توجه التحية لكل شعوب العالم التي وقفت وما زالت مع شعبنا ضد الاحتلال الصهيوني، وخاصة الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الذين تقاسموا وإيانا التضحيات.

المجد لروح الشهيد الرئيس القائد ياسر عرفات "أبو عمار".

المجد لجميع الشهداء الذين سقطوا على أرض ودرب فلسطين والقدس، وخاصة شهداء المقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية، والحرية للأسرى والمعتقلين.

قيادة فصائل "م.ت.ف" في لبنان