يقع مخيم الرشيدية أو كما يعرف بـ"مخيم أطفال الأر بي جي" عند الشاطئ الجنوبي لمنطقة صور.
وهو واحد من أكبر مخيمات العودة، غير أنه ليس تجمّعًا سكانيًّا لأهلنا الذين لجأوا من الجليل الاعلى فحسب، إنه عنوان من عناوين الصمود والتصدي للاحتلال في محطات مجيدة من تاريخ ثورتنا، حمل على عاتقه  شعلة النضال والشجاعة.

يقع هذا المخيم قريبا من حدود الوطن الذي ينادي أبناؤه بالعودة إليه وفق القرار 194. هنا تتنفس فلسطين من رئة الشتات ويخفق قلبها على وقع خطوات فدائييها وأشبالها وزهراتها الذين تسمع أصواتهم ومآذن مساجدهم يخترق الحدود على مرمى 15 كيلومترا منها. 
فلسطين تتنظر ذلك اليوم الذي تحتضنهم بسمائها وأرضها وتنظر باعتزاز الى صمودهم في ذلك المخيم رغم كل التحديات، هنا حيث يروي كل شبر في المخيم حكاية من حكايات الكفاح. وكل زقاق ينضح بعبق الشهادة والدماء الزكية التي فاح عبيرها مع ارتقاء الشهيدة هيام الزيني وابنها الشهيد عمر محمود زيدان، اللذين ارتقيا في غارة إسرائيلية غادرة على منطقة الوردانية بعد نزوحهم  إليها. 

وإنهما وإن التحفا تراب المخيم الذي يحاكي شواطئ عكا وحيفا ويافا، لكن حسبهم كما كل الشهداء أنَّ أبناء المخيم وشعبهم الفلسطيني في لبنان سينقل رفاتهم الى تراب الارض الأم فلسطين.

وحتى ذلك الموعد، فمخيم الرشيدية شامخ بصمود أبنائه في ربوعه. وسنبقى نتسابق نحو أسطح منازله لنرى الوطن أو مشاهد منه تلوح لنا من بعيد، تعانق الأمل فينا فنتنفس ثباتًا وصلابة وفرحًا بغد يحملنا الى فلسطين. علَّنا بعد تحقيق العودة نتسابق حينها الى أسطح المنازل في الجليل لنرى هناك ذلك المخيم الذي احتضننا وشهد على أفراحنا وأتراحنا وحكايا العمر، ورفضنا مغادرته إلاّ الى فلسطين.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح-التعبئة الفكرية/ إقليم لبنان