"إن شعبنا الفلسطيني، لن ينسى مجزرة صبرا وشاتيلا، وسيأتي اليوم الذي تحاسب به (إسرائيل) كدولة إرهاب مسؤولة عن كافة الجرائم التي ارتكبتها بحق شعبنا".

في مثل هذا اليوم قبل إثنين وأربعين عامًا أرتكبت الميليشيات اللبنانية المتحالفة مع العدو الصهيوني واحدة من أبشع وأشنع المجازر ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني في مخيمي صبرا وشاتيلا، إستمرت لثلاثة أيام متتالية ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء المخيمين من الشباب المدنيين العزّل وكبار السن والنساء والأطفال والرضع.

إن هذه الذكرى الأليمة ستبقى محفورة في مخزون ذاكرة الشعب الفلسطيني، إلى جانب سلسلة طويلة من المجازر والمذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الإرهابية قبل نكبة 1948 وخلالها وبعدها، والمجازر التي ما زالت ترتكبها دولة الاحتلال يوميًا منذ بداية عدوانها الهمجي وحرب الإبادة التي تشنّها ضد شعبنا الفلسطيني منذ 346 يومًا في إطار سياسة التطهير العرقي على مرآى ومسمع العالم أجمع.

أن مجزرة صبرا وشاتيلا لن تسقط بالتقادم، وهي جريمة حرب موصوفة، تتحمل مسؤوليتها (إسرائيل) باعتبارها قوة الاحتلال المسيطرة على العاصمة اللبنانية بيروت في ذلك الوقت، وإن ضباط وجنود جيش الإحتلال يتحملون المسؤولية المباشرة عن تلك المجزرة، وقدّموا الغطاء الكامل للميليشيات اللبنانية التي إقتحمت المخيم، فهم شركاء مباشرون في ارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها آلاف من اللاجئين الفلسطينيين من الأطفال والنساء وكبار السن.

كما يتحمّل المجتمع الدولي قسطًا كبيرًا من المسؤولية عن تلك المجزرة، حيث أن المخيمات وبموجب الإتفاقات المبرمة مع منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية خضعت بالكامل لحماية القوة المتعددة الجنسيات التي تم تكليفها بحماية المدنيين بعد إنسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة، ما زالت دولة الإحتلال ترتكب أبشع وأشنع المجازر وجرائم الحرب وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، وكذلك في الضفة والقدس، حيث تقوم يوميًا بعمليات إرهاب وإغتيالات جبانة واعتقالات ونهب للاراضي وهدم للمنازل، وتضيق الخناق على أهلنا في القرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وهذا يدل بشكل لا لبس فيه على طبيعة دولة الإحتلال القائمة الإجرامية والإرهابية والفاشية والعنصرية. 

تحية لأهلنا الصامدين الصابرين في مخيمي الصمود والبطولة صبرا وشاتيلا وفي كافة مخيمات اللجوء، وسنواصل النضال بلا هوادة حتى عودة كل اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم، وحتى ينال شعبنا الفلسطيني المكافح والمناضل حريته وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

تحية إجلال وإكبار لشهداء المجزرة، وستبقى أسماءهم محفورة في ذاكرة شعبنا وفي قائمة الشرف والفخر لشهداء شعبنا.

المجد والخلود لكل الشهداء، والشفاء العاجل لجرحانا البواسل والحرية لأسرانا الأبطال.

قيادة فصائل "م.ت.ف" في لبنان
16 أيلول 2024