بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم.

 

بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ وعميقِ الأسى، ينعى إعلام حركة "فتح" في لبنان إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وأمتنا العربية وأحرار العالم القائد التاريخي والوطني الكبير، وأحد القادة المؤسّسين لللثورة الفلسطينية ولحركة "فتح"، الشهيد المناضل فاروق القدومي "أبو اللطف"، الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عمّان، صباح اليوم الخميس ٢٢ آب ٢٠٢٤، بعد مسيرة نضالية حافلة بالعطاء والتضحيات والكفاح في مسيرة النضال والتحرير.

تفتقدُ فلسطين اليوم قائدًا فلسطينيًّا وطنيًّا كبيرًا وفتحويًّا أصيلاً أمضى جلّ حياته مُدافعًا عن عدالة قضيتنا وحقوق شعبنا المشروعة وقرارنا الوطني المستقل منذ البدايات الأولى، حيث كان من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومن المؤسّسين الأوائل لحركة "فتح" إلى جانب الشهيد الرمز ياسر عرفات والشهيدين القائدين صلاح خلف وخليل الوزير والسيد الرئيس محمود عبّاس.

كان الشهيد "أبو اللطف" أحد كُتَّاب مجلة حركة "فتح" التي حملت اسم “فلسطيننا”، وعضو لجنتها المركزية منذ عام 1965، وممثّلها في القاهرة، ومسؤول علاقاتها الخارجية، كما تولّى أمانة سر اللجنة المركزية لحركة "فتح".

وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وعضوًا في المجلس الوطني، ورئيسًا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير عام 1973، ومسؤول دائرة الشؤون الخارجية للمنظمة عام 1989، وقد ساهم في تطوير علاقات "م.ت.ف" مع الدول العربية والاتحاد السوفياتي وغيرها الكثير من دول العالم.

لقد ترك الشهيد القائد فاروق القدومي بصمةً وإرثًا مشرّفًا وخالدًا في سجلِ كفاح شعبنا، وكانَ نموذجًا للعطاء والتفاني والإخلاص لحركة "فتح" التي آمنَ بأدبّياتها ومنطلَقاتها وأهدافها والثوابت الوطنية التي انطلقت من أجلها، وحملها أمانةً عبر مختلف الميادين النضالية والسياسية التي خاض غمارها.

وإزاء هذا المصاب الجلل نتقدَّم بالتعازي الحارة لسيادة الرئيس محمود عبّاس وقيادة حركة "فتح" وعائلة الفقيد ورفاق دربه في النضال، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويُلهم عائلته الصبر والسلوان، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصّدِّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة