وجد تحليل جديد أجرته منظمة الصحة العالمية، أن ربع المصابين الفلسطينيين على الأقل في حرب غزة يعانون من إصابات غيّرت حياتهم وتتطلب خدمات إعادة تأهيل لسنوات مقبلة، وسط استمرار تدمير النظام الصحي في القطاع.

وقالت المنظمة في تقرير لها، عن نتائج التحليل الذي صدر اليوم الخميس 2024/09/12، إن "إصابات الأطراف الشديدة، والتي تقدّر بين 13455 إلى 17550، هي العامل الرئيسي للحاجة إلى إعادة التأهيل، بما في ذلك عدد كبير من عمليات البتر".

ويركز التحليل فقط على الإصابات الجديدة التي لحقت بأهل غزة منذ تشرين الأول الماضي، إلا أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين هناك الذين كانوا يعيشون بالفعل مع حالات مزمنة وإعاقات موجودة مسبقًا قبل ذلك، مما يعرض حياتهم لخطر كبير بسبب نقص الخدمات المناسبة.

وأفادت المنظمة بأن الزيادات الكبيرة في إصابات الحبل الشوكي والدماغ الرضحية والحروق الكبرى، تسهم في زيادة العدد الإجمالي للمصابين بإصابات مغيرة للحياة، والتي تشمل آلاف النساء والأطفال.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مركز إعادة بناء وإعادة تأهيل الأطراف الوحيد في غزة، الواقع في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، أصبح غير صالح للعمل في كانون الأول الماضي بسبب نقص الإمدادات واضطرار العاملين الصحيين المتخصصين للمغادرة؛ بحثًا عن الأمان، ومن ثم تعرض لاحقًا لأضرار بعد اقتحام المستشفى في شباط الماضي.

وأعربت المنظمة، عن أسفها أن جزءاً كبيرًا من القوى العاملة في مجال إعادة التأهيل في غزة نازحون الآن، حيث تشير التقارير إلى استشهاد "39" أخصائي علاج طبيعي، بحلول 10 أيار الماضي.

ولم تعد خدمات إعادة التأهيل للمرضى الداخليين والأطراف الصناعية متاحة، وعدد المصابين الذين يحتاجون إلى منتجات مساعدة يتجاوز بكثير المعدات المتوفرة في غزة، بحسب المنظمة.

وشددت على الحاجة الماسة لضمان الوصول إلى جميع الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات إعادة التأهيل لمنع المرض والوفاة، وسط حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي المتواصل.

وطالبت بوقف إطلاق النار، كونه أمرًا بالغ الأهمية لإعادة بناء النظام الصحي للتعامل مع الاحتياجات المتصاعدة.