أبناء شعبنا الفلسطيني الصّابر الصّامد في الوطن والشتات،
عشرون عامًا مضت على استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار"، مُفجّر ثورتنا ومؤسس كيانيّتنا الفلسطينية المعاصرة، وصاحب البصمة الخالدة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، الذي سطّر بمسيرته كما باستشهاده ملحمةً من الكفاح والتحدي والصمود والدفاع عن فلسطين وشعبها وقضيتها ومشروعها الوطني.
إنّنا اليوم إذ نستذكر القائد الرمز "أبو عمار" نستذكر مسيرةَ شعبٍ بأكمله، صاغها الياسر بدمائه، وواجه بها محاولات محو الوجود الفلسطيني، متشبّثًا بالقرار الوطني المستقل، ومُصرًّا على أنّ فلسطين هي كل فلسطين، وأنّ القدس هي قلب هذا الوطن الأبي وعاصمته الأبدية.
هي محطة سنوية نتوقّف فيها إجلالًا أمام مسيرة قائدٍ شكّل ببصيرته وإرادته الصلبة العمود الفقري للثورة الفلسطينية، وجسّد وحدة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الدفاع عن أرضه، متمسكًا بالثوابت الوطنية، ومحافظًا على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، ومُجابِهًا للظلم والاحتلال حتى الرمق الأخير.
ولكن وللعام الثاني على التوالي، تحل علينا هذه الذكرى في ظل عدوان إسرائيلي وحشي لا يزال يفتك بشعبنا في قطاع غزة، متجاوزًا كل الحدود الإنسانية والقانونية الدولية، ومرتكبًا أفظع مجازر الحرب بحق أهلنا، فيما يواصل سياسة الاستيطان والتهويد والتهجير والتطهير العرقي في مدن وقرى الضفة، محاولاً دون جدوى كسر إرادة الصمود المتجذّرة في وجدان كل فلسطيني.
أبناء شعبنا الأبي،
لقد جسّد القائد الرمز ياسر عرفات مدرسةً في التحدي والصلابة والتضحية والإيثار وتقديس الوحدة الوطنية، وما زال بروحه الحاضرة فينا الدافع والمحفّز لنا اليوم أكثر من أي وقت مضى على الصمود ومواصلة مسيرة كفاحنا الوطني، ملتفين حول خليفته المؤتمن على ثوابتنا وقضيتنا، سيادة رئيس دولة فلسطين القائد العام لحركة "فتح" محمود عبّاس الذي يواصل بكل عزمٍ وإرادة معركة الدفاع عن قضيتنا ومشروعنا الوطني، متمسكًا بثوابتنا وحقوقنا غير القابلة للتفاوض أو الانتقاص.
وإنّنا اليوم إذ نُحيي الذكرى العشرين لاستشهاد "أبو عمار"، فإنّما نؤكّد من جديد أنّ نهج الياسر وإرثه الوطني سيظلّان ركيزةً لمسيرتنا حتى تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة في التحرير والعودة، ونجدّد القَسَم له، بأنَّ "عهدنا ثباتٌ عهدنا استمرارٌ حتّى النصر".. ثباتٌ على الثوابت التي تركها أمانةً بين أيدينا، واستمرارٌ للنهج والمبادئ النضالية الثورية التي أرسى دعائمَها، ولصون القرار الوطني الفلسطيني المستقل، مهما بلغت التضحيات.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا البواسل
الشفاء لجرحانا الميامين
والتحية لشعبنا الصامد في كل أماكن وجوده
وإنها لثورة حتى النصر والعودة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها