في حوار هاتفي أجرته الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، علّق أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة القدس المفتوحة وجامعة النجاح الوطنية والمتحدث الرسمي باسم مفوضية المنظمات الشعبية د. محمد أبو الفحم، على التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى ضم الضفة الغربية، قائلاً: إن الكيان الصهيوني يسعى إلى ولادة جديدة في كيفية السيطرة والهيمنة الفعلية على الوجود الفلسطيني، وتابع أن ما قبل السابع من أكتوبر وضمن قرار مئة وثمانية وستين، أعطى دافعية للسيطرة الفعلية على المناطق التي تصنف "ج"، ولكن الرؤية الصهيونية هي عملية ضم فعلي للضفة الغربية، وإنهاء الوجود الفلسطيني والانقضاض على الهوية الوطنية الفلسطينية.
وأشار أبو الفحم إلى أن الكيان الصهيوني الآن يسيطر على تسعين مرعىً في مناطق الضفة الغربية المختلفة، ويسعى إلى هيمنة كاملة والمزيد من الاستيطان، وبدعم من قوات الاحتلال، أقدم المستوطنون على حرق القرى الفلسطينية المجاورة للمحافظات بهدف تهجير سكانها إلى مراكز المدن، وهذا ما يؤكد أن الكيان يتجه بشكل كلي لإنهاء السلطة الوطنية وإنهاء وجود الهوية الوطنية الفلسطينية.
وأكد أبو الفحم أن الوصول إلى تسوية سياسية يرتكز على الحاضنة العربية، والموقف العربي، والقوة العربية المشتركة برعاية المملكة العربية السعودية ومصر، في كيفية الوصول إلى تسوية تحافظ على المصالح الفلسطينية، وتطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمتعلقة بحدود الرابع من حزيران سبعة وستين وكيفية تطبيقها.
وتابع قائلاً: إن القضية الفلسطينية لها بُعدان، بُعد قومي عربي، وبُعد دولي يتمثل في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأضاف: "كلما كان الموقف العربي حاسمًا وقويًا في هذا الإطار، ستتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الموقف الفلسطيني".
وأوضح أبو الفحم أن منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الوطنية اتخذتا المعترك الدولي لعدة أسباب، منها أن الكيان الصهيوني أُنشئ بقرار دولي ضمن قرار التقسيم مئة وواحد وثمانين، وهذا القرار يمنح دافعية لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران سبعة وستين، أما إذا اختلفت هذه المتغيرات فستكون المنطقة ذاهبة إلى حالة أمنية صعبة، بما فيها الكيان الصهيوني ذاته.
وحول قضية اللاجئين الفلسطينيين، صرح أبو الفحم أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي ثابت من الثوابت الوطنية في قضايا الحل النهائي، وأوضح أن الكيان الصهيوني سيستهدف مستقبلاً مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، في إطار عملية التوسيع التي يحاول الهيمنة عليها فعليًا، ولهذا يمارس الكيان الصهيوني ضربات بين الفينة والأخرى على سوريا ولبنان، وستشتد هذه الضربات بعد انتهاء المخطط عام ألفين وخمسة وعشرين.
وفي سياق التطورات الإقليمية، قال أبو الفحم إن خطاب الكراهية الموجه من القيادة السياسية الصهيونية وحكومة بنيامين نتنياهو يشير إلى وجود خطورة على مصر والأردن ولبنان وسوريا والسعودية واليمن في الممرات المائية، وإن الكيان يسعى إلى الحرب لتحقيق دوافعه الاقتصادية من ممرات برية وبحرية يحاول الهيمنة من خلالها على الاقتصاد الكلي في الشرق الأوسط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها