بقلم: عبد الباسط خلف
شقت كلمات الطفل عز الدين طارق عمور طريقها وسط ساحة الشهيد ياسر عرفات، في قلب جنين، وتلا ابن الربيع الثامن، وثيقة إعلان الاستقلال، في محاكاة لخطاب الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذي تلاه أمام المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في الجزائر.
وارتدى عمور الكوفية تمامًا كما كان يحرص على الظهور بها الرمز الراحل، والتي ارتبطت به وكانت جزءًا منه. فيما بدا ببزة عسكرية أمام وقفة إحياء السنوية العشرين لأبي عمار.
وقال الطفل بعفوية وبراءة وهو يحمل راية فلسطينية ويرفع علامة النصر: إنه "يعرف حكاية الشهيد الذي قضى مسمومًا، بعد حصاره في المقاطعة برام الله قبل 20 عامًا، وسميت الساحة التي يقف بها على اسمه".
ويدرس عمور في ثانوية عمر بن الخطاب في أطراف جنين، وشارك برفقة معلماته ووالده في الوقفة التي نظمتها المدرسة مع مؤسسة الزهرات والأشبال ومحافظة جنين.
وبين والده أن صغيره المولود في أيلول 2016 سعيد بالمشاركة في الوقفة، بينما أوضحت مديرة المدرسة، نسرين العمري، أن عمور متفوق في صفه الثالث الأساسي، ويشارك المدرسة في احتفالاتها وإذاعتها المدرسية، وألقى اليوم جزءًا من وثيقة إعلان الاستقلال، التي تصادف في الخامس عشر من تشرين الثاني.
وعبرت عن فخرها بالطفل، بينما قدمت المدرسة لمساعد محافظ جنين، منصور السعدي لوحة رسمتها الطالبة مرح النجار، 13 ربيعًا، للرئيس الراحل.
وأشارت مرح إلى أنها تتخصص في رسم الوجوه والشخصيات الوطنية، كما شاركت في معارض فنية أقامتها الجامعة العربية الأميركية، موضحةً أنها متأثرة بأول رئيس فلسطيني، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منذ عام 1969.
وتناوب مساعد المحافظ، منصور السعدي، ومسؤول ملف الأشبال والزهرات، منير صبيحات، على إلقاء كلمات استذكرت محطات صاحب الذكرى، المولود في القدس في 4 آب 1929، والذي تلقى تعليمه في القاهرة، والمشارك مع الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والدارس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول، والناشط في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقًا، والمشارك في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينيات، والذي أصبح ناطقًا رسميًا باسمها عام 1968.
واسترد السعدي وصبيحات فصولاً من سيرة الرئيس الراحل خلال عام 1982 والمعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وما بعدها.
وكان أبو عمار قد زار جنين في 19 تشرين الثاني 1995، وأعلن أمام حشد جماهيري في مقر المقاطعة، الملاصقة لمكان وقفة الأمس، جنين مدينة محررة.
وأعاد الرئيس إلى الأذهان، في ذلك الوقت، الحشود الشعبية في خطابه بأيام وصوله إلى جنين وجبال قباطية واليامون ويعبد، خلال عامي 1967 و1968، وقال: إنه "كان يلتقي بهم في "جنين غراد" سرًا، وأحضر أهلها له الطعام والشراب من بيوتهم"، لكنه قال حينها: إنه يخاطبهم اليوم "وجهًا لوجه لصناعة المستقبل الباسم الوضاء للشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية المحررة".
وقالت فاطمة علي، وهي معلمة متقاعدة: إنها "تتذكر الخطاب الشهير لأبي عمار، الذي حضرته في جنين قبل 29 عامًا، وتشاهد بين الفترة والأخرى ما جاء فيه عبر قنوات "يوتيوب"، وتشعر بالتغيرات الكبيرة التي عصفت بالساحة الفلسطينية بعد استشهاده".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها