قال وزير الصحة ماجد أبو رمضان اليوم الخميس: إن المنظومة الصحية الفلسطينية طالما عملت تحت نار الاحتلال الإسرائيلي وتهديده وعدوانه، إلا أننا نعمل بكل انتماء وواجب إنساني تحت التهديد وخطر الموت، ونواجه أقسى ظروف الحياة من أجل تقديم العلاج للمرضى، والوصول للمرضى في المناطق البعيدة، مطالبا بتوفير الحماية الدولية العاجلة للقطاع الصحي الفلسطيني وكوادره.
جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال النسخة السابعة من القمة العالمية للابتكار في مجال الصحة "ويش" في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقل أبو رمضان، تحيات السيد الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، مشيدا بجهود قطر الشقيقة على مدار سنوات طويلة في دعم فلسطين وقضيتها ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة، لا سيما الصحية، متمنيا للقمة نجاحا يضاف لسلسلة نجاحات قطر الكثيرة، ومخرجات تزيد من تطوير وتقدم مكونات المنظومة الصحية في المنطقة.
واستعرض في حلقة نقاش، الواقع الصحي الكارثي في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتصاعد منذ أكثر من عام، والذي طال جميع مراكز العلاج والإسعاف والكوادر الصحية والمرضى.
وأشار وزير الصحة إلى أن عدوان الاحتلال أدى لخروج عشرات المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والطوارئ عن العمل بشكل كامل، وما تبقى يعمل الآن بشكل جزئي جراء العدوان ونقص الوقود والإمدادات الصحية وفقدان المئات من الكوادر وصعوبة الوصول لهذه المراكز جراء أوامر الاحتلال بالنزوح المستمر.
وأكد أن وزارة الصحة الفلسطينية تعمل مع الشركاء المحليين والعرب والدوليين لتقديم العون الطبي لكل محتاج، ومنذ الأيام الأولى للعدوان تواصل الوزارة استغاثاتها ومناشداتها للعالم أجمع ومنظماته الصحية والحقوقية من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لوقف العدوان ومنع استهداف مكونات المنظومة الصحية كافة بموجب القانون الدولي، وكذلك المطالبة بإدخال الدعم الصحي وخروج الجرحى للعلاج.
وذكر الوزير أبو رمضان أن الظروف الصحية التي يشهدها قطاع غزة حرجة للغاية، من حيث البيئة وانعدام المياه النظيفة وانتشار الأمراض، والتي كان أصعبها مرض شلل الأطفال الذي كانت فلسطين أصلاً خالية منه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقد واجهت طواقم التطعيم التابعة للوزارة والمنظمات الإنسانية والصحية الدولية صعوبات هددت حياتهم لإيصال التطعيم للأطفال والحد من انتشار المرض، حيث لا زال عدوان الاحتلال يحرم مناطق عدة من استكمال حملة التطعيم، وهو ما ينذر بخطر على صحة الجميع.
وأضاف: أن عدوان الاحتلال المتواصل تسبب في قتل موظفين يعملون في منظمات إنسانية دولية، وقد زاد الاحتلال في انتهاكه غير المسبوق للأعراف والحقوق الدولية من خلال مصادقة "الكنيست" الإسرائيلية على حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وضم وفد دولة فلسطين المشارك في أعمال القمة إلى جانب وزير الصحة، سفير دولة فلسطين لدى قطر فايز أبو الرب، ومدير عام صحة محافظة نابلس رامز دويكات.
وتعقد القمة على مدار يومين، وشهدت جلستها الافتتاحية الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويشارك فيها أكثر من 200 خبير في مجال الصحة وعدد من المنظمات والخبراء الدوليين في مجال التكنولوجيا الطبية، وتركّز على المساواة والمرونة في مجال الصحة، وملفات الابتكار والتغيير على مستوى النظام، والمشاركة التي يقودها المجتمع، وصحة الفئات الضعيفة والأقليات، والسكان وحماية الصحة في النزاعات المسلحة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها