في الذكرى العشرين لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، نتوقف اليوم لنجدِّد العهد ونؤكِّد الثبات حتى النصر، من خلال حملة إعلامية أطلقناها بعنوان "عهدنا ثبات عهدنا استمرار حتى النصر"، تأتي هذه الحملة تأكيدًا على الالتزام بإرث الشهيد ياسر عرفات، الذي رسم لنا طريقًا للنضال، وثبّت في قلوبنا حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله.

تَحِلُّ الذكرى هذا العام في ظلِّ العدوان المتواصل الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا؛ في غزة، تتوالى الممارسات الوحشية في حرب إبادة تهدف إلى تهجير أهلها واقتلاعهم من أرضهم، ورغم ذلك يظل أهل غزة صامدين، رافضين مغادرة القطاع مهما بلغت الأثمان، يواجهون الموت بصمود الأبطال، ويؤكِّدون عهدهم بالثبات على هذه الأرض.

ولا يتوقف العدوان عند غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية حيث يسعى الاحتلال إلى تفتيت الأرض وتقسيم أوصالها، في محاولة لتضييق سبل العيش وخلق بيئة غير صالحة للحياة، بهدف دفع سكانها إلى النزوح القسري وترك منازلهم، لكن شعبنا في الضفة كما عهدناه، يواجه هذه المحاولات بعزيمة لا تلين، مؤكدًا تمسكه بحقوقه في أرضه.

ويتزامن هذا مع اعتداءاتٍ على لبنان الشقيق، والمخيمات ليست بعيدة في محاولة لتفريغها، إلا أن أبناء شعبنا ظلوا متمسِّكين ببيوتهم، يرون فيها محطات مؤقتة إلى حين العودة إلى فلسطين. 

وهنا تتجلى معاني الصبر والإصرار، وتتجسد أكثر في جهود الفدائي والسفير أشرف دبور، رمز الصمود والإلهام في لبنان، الذي يقف إلى جانب أبناء شعبنا، مستلهمًا روح الشهيد عرفات؛ وما توجهه مؤخرًا إلى مخيم الرشيدية بعد دعوات الإخلاء الإسرائيلية وتفقّده أبناء شعبنا فيه، وزياراته الدائمة لمراكز الإيواء، كلها تأتي تأكيدًا على دعمه المستمر واستشعاره لمعاناة شعبه هناك، وهو بذلك يؤكد أن القيادة لن تتخلى عن أبنائها مهما تزايدت الصعوبات والتحديات، وكان رد المخيمات له: "لن نترك أرضنا المؤقتة قبل أن نعود لأرض الوطن".

وفي هذا السياق، تتمسك قيادتنا الوطنية بثوابتها الراسخة، رافضة كل الإملاءات الخارجية، متصدية لمحاولات ضرب حلمنا الوطني، ورغم الحصار السياسي والحرب المستمرة ضدها، تظل القيادة ثابتة على موقفها، مؤمنة بحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ومن هنا، تأتي رسالة "عهدنا ثبات عهدنا استمرار حتى النصر" موجهةً إلى روح الشهيد ياسر عرفات، الذي ألهمنا بمسيرته وبصيرته، لنعلن أننا ماضون على دربه، وأن تضحياته أمانة نحملها؛ رسالتنا أيضًا إلى أهلنا في غزة والضفة، مؤكدة أننا على العهد، سنبقى معهم ثابتين صامدين، لن نتراجع عن حقوقنا.

ورسالتنا الأخيرة إلى أبناء شعبنا في المخيمات، الذين ظلوا عنوان الصمود، نقول لهم: كما عهدتمونا، سنظل الأحرص على حقوقنا والأصدق في وعدنا بالعودة.

 

عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان

مسؤول الإعلام