المخيم المستهدف منذ أشهر طويلة والناس الذين لا يجدون الأمن والأمان في أرضه ولا يجدون رغيف الخبز لهم والحليب لأطفالهم ما زالوا يتطلعون الى موقف يحميهم من هؤلاء المجرمين الذين يحاصرون المخيم من كل اتجاه ولا ينفكون عنه، فكلما دخلت وساطة ابتعدوا قليلاً ثم عادوا بعنف أكبر وإجرام أشد وحصار مطبق، وعلى هذا النحو أصبح المخيم وسكانه لا يجدون فسحة للعيش وسط الظروف الصعبة والقاهرة التي تمر على الأرض السورية بفعل ما يسمى الربيع العربي هناك الذي يعصف في كل البلاد، الا أن المخيم ظل ينأى عن الدخول في الصراع الدائر وظل يحافظ على مسافة واحدة من كل الأطراف كون اللاجئ الفلسطيني له قضية واحدة هي قضية العودة الى أرضة ووطنه وما وجوده في أرض الشتات إلا محطة للعودة، لهذا وفي كل الدول التي تستضيف اللاجئين حاول المخيم وسكانه ان يحافظ على مسافة يسكنها الاحترام والود والتقدير دون أن يتدخل في أي شأن داخلي لتلك الدول وعلى هذا الخط مضى حتى جاءت بعض الأطراف صاحبة الاطماع وزجت به الى دائرة الصراع وأخذته الى هذه البقعة من الحصار الذي يضيق وتضيق معه سبل الحياة في أرض اليرموك كما فعلوها سابقاً في لبنان حين كانوا في مخيم نهر البارد.

قبل شهر تقريباً وصلت ذروة الحصار على مخيم اليرموك وكان الناس في المخيم لا يجدون حتى الماء ولا يجدون الدواء ولا يجدون أي حياة في المخيم الذي أنهكته بعض العصابات المأجورة التي دخلت الى زقاق المخيم وحاراته واستباحته، وفي ذلك الوقت وبعد شد وشد تدخلت بعض أطراف الوساطة وبتعليمات مباشرة من منظمة التحرير الفلسطينية ونجحت في ادخال بعض السلع الاساسية وخففت وطأة الحصار الظالم، ولكن الأمر لم يحلو لبعض الأطراف التي تعمل لصالح أجندات ليست فلسطينية فعادت مرة أخرى لكي تغرق المخيم في الجوع والدم والحرب وعادت بنفس اسلوبها اللقيط الذي يفسر طبيعة عمل تلك الجماعات المأجورة التي كانت ولا تزال تستبيح حرمة المخيم بعملياتها التخريبية التي تزيد من عذابات اللاجئين ومعاناتهم.

المخيم يتعرض لأبشع عملية حصار ضمن مؤامرة مخطط لها تنفذها أيدي خبيثه تمارس الارهاب على اللاجئين العزل الذين يتطلعون الى موقف انساني دولي وعربي ينصفهم ويخلصهم من هذا الحصار وهذا القتل الجماعي ومن سياسة التجويع والاختطاف، فهل من مجيب.