وضع الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، رئيس اتحاد كتاب إيطاليا الكاتب نتاله أنطونيو روسي، في صورة الإبادة الجماعية والثقافية التي يتعرض لها قطاع غزة، من تدمير البنية الثقافية والاغتيالات للكتاب والمفكرين والأكاديميين ورؤساء الجامعات، وتدمير دور النشر والمتاحف والجداريات والنصب التذكارية والأماكن التراثية.

وبحث السوداني خلال لقائه روسي، في المقر الرئيسي لاتحاد كتاب إيطاليا في العاصمة روما، بحضور رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية أحمد رفيق عوض، والملحق الثقافي لسفارة دولة فلسطين في إيطاليا عودة عمارنة، ورئيس مؤسسة العدالة والحرية الشاعر سلفاتوره رونديلي، ضرورة تجديد الاتفاقية الثقافية الموقعة بين الاتحادين عام 2016.

وقال: إن "كتاب غزة ما زالوا يكتبون ملحمة الصمود في أشد اللحظات صعوبة وتعقيدًا، دون مأوى وبلا ماء وكهرباء ومقومات عيش، وعلى الضمير العالمي أن يوقف الحرب والإجرام الاحتلالي، وما زالوا يوصلون إبداعهم في مقاومة حرب الإبادة والإلغاء".

وأضاف السوداني: "يتعرض كتابنا للاعتقال ويوثقون معاناتهم بإصدارات أدبية وإبداعية في إصرار على المقاومة والحرية والحياة، ولا بد للكتاب في العالم الخروج عن صمتهم، موضحًا أن الكتاب في العالم ينقسمون لثلاثة أقسام: مدافع بحق، ومرتبك وصامت بخجل، وغائب ومتوارٍ بشكل مريب ومعيب".

وطالب، بالانضمام للجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين لفضح رواية الاحتلال وأوهامه وأضاليله، مؤكدًا أنه آن الأوان للكتاب في العالم لرفع صوتهم وتصويب ضمائرهم نحو فلسطين وعدالة قضيتها وثقافتها المقاومة، باعتبار فلسطين قضية سياسية وجمالية ونحن ندافع عن الحرية والجمال والإنسانية ضد الاحتلال وموته ودماره.

بدوره، أكد روسي تضامنه مع فلسطين وثقافتها وكتابها، قائلًا: "اتحاد كتاب إيطاليا يضم عشرة آلاف كاتب ومبدع وفنان كلهم مع فلسطين، وإذا كانت الحكومة الإيطالية اليمينية تدعم الاحتلال فالشعوب مع فلسطين"، معربًا عن استعداده والاتحاد للانضمام للجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين.

وجدد ترحيبه بتجديد اتفاقية التعاون مع اتحاد كتاب فلسطين وإنجازاته.

وتم التأكيد على إطلاق جائزة باسم شاعر إيطالي في فلسطين، وجائزة باسم شاعر فلسطيني في إيطاليا، تأسيسًا على مبادرة اتحاد كتاب إيطاليا بإطلاق جائزة بوشكين في إيطاليا.

كما تم الاتفاق على مهرجان للسينما الفلسطينية في إيطاليا، ينظم بالتعاون مع اتحاد كتاب إيطاليا وسفارة دولة فلسطين.

وأكد عوض ضرورة وقوف مثقفي إيطاليا مع القضية الفلسطينية، ودعم الثقافة الفلسطينية في لحظة التدمير الشاملة التي تتعرض لها فلسطين في الضفة وغزة.

وشدد على أن الثقافة هي الجدار الأخير الذي يحافظ على المعاني الإنسانية والأخوية من التشويه، ولا بد من فضح رواية الاحتلال الكاذبة، مضيفًا: "تتعرض فلسطين لمجازر يومية أمام صمت العالم ما يتطلب أن تقف كل القوى الحية العالمية وأحرار العالم لنصرة فلسطين وفضح جرائم الاحتلال".

من جهته، عقّب الروائي عمارنة على ضرورة تفعيل الدبلوماسية الثقافية وتحقيق التعاون المشترك بين المشهد الثقافي الإيطالي والفلسطيني بمد جسر تواصل بين الثقافة الفلسطينية والإيطالية، من خلال الوفود المتبادلة والترجمات والجوائز ومعارض الكتب والسينما والمؤتمرات.

وشدد على أهمية دعم وإسناد مثقفي غزة وفلسطين الذين يتعرضون لأبشع المجازر، وما زالوا يواصلون فعلهم الإبداعي في أسوأ الظروف، لأنهم يؤمنون بقوة الثقافة ويوثقون كل المجازر التي تسعى لحذف الثقافة الفلسطينية واغتيال فكرة فلسطين.

ونوه عمارنة إلى أن التظاهرات اليومية في إيطاليا تعبر عن الوجدان الشعبي الإيطالي الذي يقف مع فلسطين كما هو حال شعوب العالم كافة التي انتفضت ضد العدوان على شعبنا ليقولوا نعم لحرية الشعب الفلسطيني.

وفي نهاية الاجتماع قام الشاعر السوداني بإهداء مجموعة من الروايات وكتب من الشعر الفلسطيني المترجم للغة الإيطالية لروسي.