حان الوقت لنهيل التراب على الاعلام المأجور، ونحيي في الوقت نفسه الاعلام المهني والمحايد الذي يسعى لنشر وتعميم الحقيقة والمعرفة.

تعرض السيد الرئيس محمود عباس لحملة مسعورة ومأجورة من قبل قناة خاصة طالما قدمت الدعم للقضايا العربية، ولكن لكل جواد كبوة، وكبوة تلك القناة كانت خروجها عن مهنيتها، وفتح المجال عبر اثيرها للتشهير بالشرعية الفلسطينية وذلك عشية ذهاب الرئيس ابو مازن الى الولايات المتحدة متمسكا بالثوابت والحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف، وفتح المجال لدحلان المطرود من حركة فتح بسبب مخالفات سياسية وتنظيمية داخل الحركة، وبسبب قضايا جنائية اخرى مطروحة أمام القضاء، لشتم الرئيس ابو مازن والنظام السياسي بطريقة سوقية ومبتذلة وحقيرة وتواطؤ مقدم البرنامج معه، في حملة تواصلت لليوم الثاني والثالث تنم عن ان وراء الأكمة ما وراءها.

والشعب الفلسطيني خبر وعرف على مدى تاريخه الطويل ظواهر مشابهة لظاهرة دحلان، تبدأ من ظاهرة صبري البنا (ابو نضال) ولا تنتهي بظاهرة ابو خالد العملة وابو موسى.

حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية بتاريخها وكفاحها ودماء شهدائها وصلت الى عمق الرأي العام العالمي، وأوصلت عدالة القضية الى أوسع مساحة من مساحات هذا العالم. ولن ينجح أي مغامر في حرفها عن مسارها وعن قرارها الوطني المستقل، وعن مبادئها ومنطلقاتها وعن وفائها لشهدائها وتمسكها بالوحدة الوطنية وعن اصرارها على انجاز الحرية والاستقلال مهما كانت الطريق شاقة.

ولا شك في ان غضب الشعب الفلسطيني على هذا الفعل الشنيع للقناة ومذيعها له ما يبرره، ويتعين ان نحصره في هذه الدائرة، والا نحمل مصر والحكومة المصرية مسؤولية ما حدث من قناة خاصة، هذه القناة التي طالما تابعناها واحترمنا اداءها وأحببنا برامجها ولم نكن نتخيل ان تحيد عن الموضوعية والمهنية.

العلاقة بين مصر وفلسطين هي علاقة المصير الواحد، والاهداف الواحدة، علاقة الشجرة بغصنها، علاقة الاب بابنه والذي احب الاولاد اليه الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود.

ومصر ارسلت عبر سفيرها لدى السلطة الفلسطينية سعادة السيد وائل نصر الدين عطية، رسالة واضحة وحاسمة، تقول ان الاساءة للرئيس عباس هي اساءة لمصر، وان ما حدث لا يعبر بحال من الاحوال عن رأي الحكومة والشعب المصريين اللذين يثمنان عاليا دور القيادة الفلسطينية، وان مصر تقف بقوة وراء القيادة الشرعية الفلسطينية، وان الرئيس عباس دعم وأيد ثورة 30 يونيو وذلك محط تقدير واحترام، كما ان وزارة الخارجية المصرية عبرت عن موقف تضامني مماثل.

نكتفي بهذا القدر، فالأساس والجوهر هو الموقف الرسمي والشعبي في العلاقة مع مصر، ما ينفع القضية يمكث في الارض، وأما الزبد فيذهب جفاء.

تحية لمصر، ورئيسها وحكومتها وجيشها وتحية لثورة 30 يونيو وقبل ذلك وبعده تحية حب وتقدير للشعب المصري الشقيق الذي لم يبخل حتى بدماء ابنائه لنصرة فلسطين.