هل سنقف متفرجين حتى الحلقة الأخيرة من مسلسل اغتيال فلسطين بقلب الرئيس محمود عباس ابو مازن, كما تفرجنا من قبل كالزائغة ابصارهم, والمعتمة بصيرتهم على عملية اغتيال قائد الثورة الرئيس ابو عمار ؟!.

تبدأ انهيارات قلاع حركة التحرر الفلسطينية في اللحظة التي يسمح فيها الفلسطيني الوطني بإهانة رموز الحركة الوطنية, وتزوير تاريخها, وتحطيم صورة القائد, وهيبة المؤسسات الناظمة لأمن وسلامة المجتمع, وتنهار ركائز المشروع الوطني وتتحول الهوية الوطنية الى ركام في اللحظة التي نغفل بها عن المتسللين وهم يزرعون الغامهم في المنعطفات الصعبة, وتحت الجسور الواصلة بين رؤى قادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية والجماهير. ..وعندما تتحول صورة الغالبية العظمى الى : لا ارى لا اسمع لا اتكلم، وهي التمائيل والأصنام الثلاثة التي حطمتها جماهير الشعب الفلسطيني قبل ثلاثة ايام في الميادين. .فالنصر يعني هزم الاتكالية واليأس, والمقاومة تتجلى بالصمود والكبرياء في زمن اشتغال المستجيرين باستخبارات الاحتلال ومخابرات القوى الاقليمية والمرتبطين بالأجندات الخارجية بصك عملة تحالف يخجل الشيطان ويتحاشى التعامل بها, خاصة انها تتم بين ثلاثة اطراف تظهر عداء على الملأ فيما تعمل على فصل وقطع جناح غزة من جسد الوطن. . فحماس تتحالف مع دحلان لإنقاذها من مأزقها بمال ( عربي) للأسف بمباركة اسرائيلية, للإبقاء على حالة الانفصال والانقسام الجيوسياسي, كأعظم واخطر ضغط على الرئيس ابو مازن لإجباره على قبول مالا يمكن للشعب الفلسطيني قبوله من حلول, ولإرضاء رغبات الانتماء للمنطقة الجغرافية على حساب الانتماء للوطن, وتجسيم «زعامة قزمية» هنا وهناك أشبه بزعامة عصابات المافيا. . فهؤلاء الذين اغتنوا وتكسبوا من الفلتان الأمني والمالي والسياسي في مرحلة ما سيلتقون تحت عباءة الشيطان باي ثمن لاستعادة مواقعهم حتى لو كان ذلك ضرب مركز المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني, وطعن القيم الوطنية والأخلاقية, والتجرد الى حد التعري الخارجي, والانسلاخ من الداخل عن قيم ومبادئ النقد والحوار, فيستخدمون ثلاثية الكلام والسلوك والفعل هي اقرب بمصطلحاتها المستخدمة الى الارهاب من البلطجة.

من يصوب نحو قلب الحركة الوطنية الفلسطينية : منظمة التحرير بكل فصائلها وحركة فتح بكل اطرها, والحكومة بكل مؤسساتها, لا يعنيه المشروع الوطني, بقدر ما يعنيه سلامة رأسه وبحثه عن لقب الرئيس.