أولادنا، أطفالنا، حياتهم بأمان وسلام، ومستقبل زاهر مضمون، معيار جدارتنا بالحياة والحرية، فليس من ثقافتنا الإنسانية أخذهم كعيارات رصاص أو ذخائر لسلاح في معارك حربية، حتى لو بلغ الحق لخوضها عنان السماء، نحن لم نقاتل بلحمهم، ولا نستثمر بصور ومشاهد دمائهم، وأجسادهم الغارقة في الدماء، أو المطمورة ما بين الحجر والفولاذ تحت الركام، لا نستجدي ولا نستعطف أحدًا في الدنيا من أجل رغيف خبز ولقمة عيش، فخيمة النزوح المتهالكة، والتدافع حتى السقوط في القدور الحامية، عند مواقد المطابخ المحلية العالمية عار، يدمغ وجه المجرم "التلمودي" مغتصب حق الحياة، ومقرر شكل الموت والفناء لأطفالنا، ويدمغ وجه "الإخواني المتأسلم" مانح الذريعة للمجرم المحتل، الذي هو السبب والمتسبب، وهو فعل الإبادة والفاعل، أما المجرد، والمتجرد من الإنسانية وقيمها وأخلاقها، فليس إلا واحدًا من (قبيلة الردة) على ثقافتنا، فتعاليمها تنحصر بين الموت والموت، وسلوكها بين التخويف والإرعاب بصور الجحيم، ومنطق أفرادها العسير على مبادئ الإنسان القويم، لازدحام واختلاط الكذب والتضليل والخداع، مع قلوبهم السوداء، الطاردة لأنوار الرحمة والشفقة، ومشاعرهم وأحاسيسهم المتحجرة، فكلهم سواء.
يراهنون على أشلاء أطفال وأمهات فلسطين، وجثامين الشهداء الفلسطينيين الأبرياء، المكدسة في مقابر جماعية بلا هوية أو أسماء، فهذا سعيد زياد المسمى باحث، والحاضر في الليل والنهار على شاشة التضليل والخديعة (قناة الجزيرة) قد قال: "ليس أمام الفلسطينيين إلا القتال بلحم أطفالهم"، مستوحيًا من كلام رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل الذي قال في مقابلة مع صحفي فرنسي سنة 2008 قبل حملة جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكرية الدموية على غزة: "عندما يشاهد العالم أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ ودماءهم، فإن المعادلة ستتغير"، قال هذا جوابًا على سؤال الصحفي: "هل تعتقدون أنكم قادرون على مواجهة جيش إسرائيل بما يملك من أسلحة هي الأحدث في العالم والأقوى في المنطقة"؟.
فسعيد زياد نطق بما رفع إلى شريحة دماغه من تعاليم جماعته ورئيس مكتبه السياسي، الذي اعتبر أكثر من 17 ألف طفل شهيد ومثل هذا الرقم أيضًا من الوالدات والأمهات والبنات مجرد "خسائر تكتيكية". فهؤلاء يراهنون على غزارة دماء أهلنا في غزة، والدمار وأشلاء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في صور (قناة الجزيرة) وغيرها من وسائل إمبراطورية الإخوان المسلمين، ويغلبهم الظن أنه كلما زادت قائمة الضحايا من الشعب الفلسطيني سيكسبون من (لعبتهم القذرة) مع رئيس حكومة منظومة الاحتلال العنصرية (إسرائيل) نتنياهو، ومع الصهيونية الدينية ودولتها العميقة.
ونذكرهم أن أصحاب القلوب والعقول الإنسانية الرحيمة في العالم، سيتوقفون عن التعاطف عندما يشهدون استهتار ساسة وعسكر حماس بحياة أطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطين، وعندما يرى تصرفاتهم اللامسؤولة، وإصرارهم على صب الزيت على جحيم الكارثة والنكبة، وتوسع نطاق جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
ونذكرهم أيضًا بقول الشاعر العربي حِطّان بن المُعَلَّى المشهور بقصيدة من سبعة أبواب شعر، هذه الثلاثة الأخيرة منها: "لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا... رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ".. "لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ... في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ".."وإنـمـا أولادُنـا بيننـــا... أكـبادُنـا تمشـي على الأرضِ".. "لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم.. لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ".
فنفوس أطفالنا مقدسة، تستحق الافتداء، ولن نقدمها كذبيحة في معابد كهنة الإخوان المسلمين وفرعهم المسلح المسمى حماس، ولا بد من تحريرهم، بإبعاد حماس نهائيًا عن حاضر ومستقبل أطفالنا القريب والبعيد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها