صوت شعبنا في قطاع غزة الآن، المطالب بالسلام، وسقوط الأمر الواقع الذي فرضته حماس على أكثر من مليوني ونصف مواطن، أقوى بمليون مرة، من دوي قنابل وصواريخ الحرب القذرة، وقوة هذا الصوت، مرجعها الحس الإنساني، والعقل الوطني، والبصيرة الواقعية العقلانية، التي حاول الطرفان الإسرائيلي والحمساوي طمسها، بالخداع والتضليل، إنه صوت الحق المبطل لمفاعيل خطاب عنصري صهيوني، مضمونه أن كل المواطنين في قطاع غزة يستحقون الموت بسبب وقوفهم مع حماس، والمبطل أيضًا لخطاب ساسة حماس المخادع الكاذب، ومضمونه أن عسكرهم المسلحين لحماية الشعب. فإذا بهم قد اتخذوا الشعب درعًا، وباتوا لا يتورعون عن الجهر باحتقار قيمة الإنسان الفلسطيني، والنفس الإنسانية التي قدسها الله، وإعلان استعدادهم بمواصلة تقديم الذرائع لبنيامين نتنياهو وحكومته (التلمودية) بالحديث عن "القتال بلحم أطفال الشعب الفلسطيني" وامتلاكهم "القماش الأبيض لعمل أكفان بلا حدود لأطفال شعبنا" الأبرياء ضحايا تعاليمهم الدموية. وكأن أرواح ومشاهد أشلاء ودماء أكثر من 16000 ألف طفل شهيد، لم تكن كافية لتحرك عواطفهم، أو لتؤثر على سياساتهم وقراراتهم، ولو بمقدار درجة واحدة.

صوت أبناء شعبنا المكلوم، النازح معظمه في قطاع غزة، يقطع الشك باليقين أن الأب الفلسطيني يكترث لحياة ابنه ويعتبرها الأهم بالنسبة له، وأن واحدًا في العالم لا يمكنه احتكار هذه المسؤولية، وتحديدًا عندما يكتشف الآباء والأمهات والإخوة والأزواج، إن الحروب التي يزج بها أبناؤهم، تطلق لتحقيق أهداف شخصية حزبية فئوية، ومكاسب خاصة.

صوت المواطنين في غزة معجزة حقيقية مرئية ومسموعة وملموسة تدركها الأبصار والبصائر، ستتنامى وتتوسع قواعده الشعبية، وسيلقى الدعم والإسناد الوطني والعربي والدولي، بما يكفي ليكون الأقدر على إيقاف حملة الإبادة الدموية، التي ابتدأتها حكومة الصهيونية الدينية لدى منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية (إسرائيل) بذريعة عملية حماس في 7 أكتوبر 2023، وهذا الصوت رسالة لكل فلسطيني وعربي ولكل أحرار العالم مفادها: أن ساسة حماس الذين نكلوا بنا، وقمعونا، وقهرونا، وتسببوا بنكبة أفظع من سابقاتها ولم نشهد مثيلاً لها في تاريخنا، لن نسمح لهم بعد صبر عظيم، بأخذنا ومعنا أطفالنا ونساؤنا إلى حيث يشاؤون، فمشيئتنا وقرارنا إطفاء هذا الجحيم المستعر في بلدنا فلسطين، وفي بلدان عربية أيضًا، مشيئتنا وقرارنا السلام، وعلى هذا منحنا الثقة لرئيس دولة فلسطين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي استطاعت بالحكمة والمنهج السياسي الصائب، تحقيق أهداف وطنية، ووضع فلسطين على خريطة العالم، وانتزاع اعتراف عالمي بها، على درب انجاز الاستقلال التام والسيادة.

سيسقط صوت الجماهير الحرة في غزة، الذين راهنوا بكسب معاركهم الفئوية، المجيرة لصالح أجندات ومشاريع جماعة الإخوان المسلمين، ودولة الفرس (إيران)، وكذلك المراهنين على العنف والتطرف، والإرهاب، فشعبنا قد برهن في كل مناسبة على إيمانه بالسلام عبر خطاب قيادته الشرعية، والعمل بإخلاص لتطبيق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، وسيسقط شعبنا ساسة حماس، وعسكرها الغليظة قلوبهم، والعقيمة عقولهم، الفاقدين للأحاسيس والمشاعر والفاشلين في ميادين السلاح والسياسة والدعاية والدعوة وراء ستار الخطاب الديني، وسيتبين للذين قالوا إن الفلسطيني لا يتألم، ولا يحزن، ولا يبكي اطفاله، أنه كان مثلنا ضحية دعاية مزدوجة: صهيونية دينية تلمودية، وحمساوية، مفرغة عن قصد من مضمونها الإنساني.

صوت جماهير الشعب الفلسطيني في غزة سيستعيد وحدة المجتمع الفلسطيني، ويرفض صكوك حماس، التي وعدت الساكت عن ظلمها مقعدًا في الجنة، وحللت التنكيل وقتل المواطن الناطق بكلمة الحق، عند سلطانهم الجائر.