سنبلغ ذلك العيد، الذي لا بد يأتي، عيد الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، ومن حروبه العدوانية، ومشعلي نيرانها، أينما كانوا، وكيفما كانوا، سنبلغ ذلك العيد، لكننا لن ننكر العيد الذي منه الله العلي القدير، علينا، وأراده لنا فسحة من وقت أليف، نصل الرحم، ونتبادل أطيب التحيات، وأصدق الأمنيات، ونزرع بين ثنايا الكلام ورد الأمل والتطلع، وحسن الظن بالله العزيز الرحيم، نفعل ذلك، في هذا العيد، عيد الفطر السعيد، وفي القلب غصات ووجع عظيم، وفي الروح نواح بليغ، فلنا أهل في قطاع غزة، والضفة المحتلة، في المدن، والقرى، والبلدات، والمخيمات، قد تقطعت بهم السبل، وأوغلت حراب الاحتلال في خواصرهم، فقدوا أحبة لهم، من عواميد بيوتهم، فقدوا أمهات، وزوجات، وأخوات، وأطفالا، لهم، في حرب لا ناقة لهم، فيها ولا جمل.
سنبلغ العيد، ونلقي التحية على أضرحة شهدائنا، وأمواتنا، ونبعث برسالة الأمل والوفاء، لأسرانا البواسل، ونتمنى لقيادة شعبنا، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن دوام السمو، والعافية، الصحية، والوطنية، والمسؤولية، وعلو الكلمة الشجاعة والأمينة، لنواصل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، المضي في درب المقاومة والصمود، حتى فلسطين الحرة المستقلة، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية.
ليس للعيد غير لغة العيد، لغة الإيمان والتقوى، لغة التكاتف، والتراحم، والتعاضد، التي نرفع فيها أصدق الأمنيات والدعوات لفصائل العمل الوطني، للتمترس في خندق العروة الوثقى، لتكون لنا تلك الوحدة الوطنية الفاعلة، الوحدة التي تزنر أحوالنا بزنار التآلف والمحبة.
ليس لنا غير هذه اللغة، فطر سعيد ولنا الفرج القريب بإذن الله تعالى وما من أمر على الله ببعيد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها