أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين 2025/03/31، عن سلسلة من الإجراءات التأديبية بحق عدد من جنوده وضباطه، على خلفية اقتحام نفذته وحدة في قوات الاحتياط لقرية جنبا -جنوب مدينة الخليل، تخللته أعمال تخريب لممتلكات فلسطينية داخل مدرسة وعيادة واعتداء على الأهالي.

ووفقًا لهيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، فإن الحادثة وقعت ليل الجمعة السبت الماضي، حيث دخلت قوة احتياطية من الجيش إلى القرية تحت غطاء نشاط عسكري مزعوم للبحث عن "وسائل قتالية" ومطلوبين لسلطات الاحتلال.

وشرعت هذه القوة بتخريب ممتلكات داخل مدرسة وعيادة دون مبرر، ومن دون إبلاغ قادتها، وادعى الجيش الإسرائيل إنه علم بالواقعة لاحقًا من خلال مقاطع مصورة نشرها فلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه مصادر فلسطينية عن اعتداءات نفذها مستوطنون وجنود الاحتلال في القرية ذاتها، حيث هاجم مستوطنون راعي أغنام وطفله، ثم اقتحموا منازل المواطنين، وألحقوا أضرارًا بمحتوياتها، واعتدوا بالضرب على عدد من السكان.

وأفادت مصادر محلية، ليل الجمعة السبت الماضي، الجيش الإسرائيلي أعقب الاعتداء باقتحام القرية لاحقًا، ونفذ عمليات اعتقال وتخريب واعتداء على الممتلكات، ظهرت تفاصيلها في تسجيلات مصوّرة وثّقها الأهالي.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، اعتبر أن الحادثة "خطيرة"، ووصل إلى منطقة الخليل لمتابعة التحقيق، وأمر باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجنود والضباط المتورطين، من بينهم قائد لواء وقادة كتيبة وفصائل.

وفي بيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي، مساء امس، جاء أن "قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط، أنهى تحقيقًا في حادثة تخريب ممتلكات خلال نشاط عسكري في قرية جنبا، وكشف أن بعض عمليات التفتيش نُفذت في مناطق حساسة، شملت مدرسة وعيادة، من دون الحصول على التصاريح المطلوبة".

وأضاف البيان: "القوة أقدمت على إلحاق أضرار بالمعدات والممتلكات في المكان، بما يتعارض مع التعليمات والأوامر، وبأسلوب لا ينسجم مع ما يُتوقع من جنود الجيش في المهام العملياتية"، مشيرًا إلى أن "الجنود لم يبلغوا عن النشاط الاستثنائي، وتم الكشف عنه من خلال التوثيق المنتشر على الشبكات".

وأوضح التحقيق، أن "الإعداد العملياتي للمهمة كان غير مهني، وأن قيادة اللواء فشلت في أداء دورها بالإشراف على الكتيبة ومتابعتها لحظة دخولها إلى الموقع"، وخلص إلى أن "الحدث يُعد خطيرًا ومخالفًا للمعايير المهنية المتوقعة من الجيش".

وبناءً على نتائج التحقيق، أُقرّت العقوبات التالية: "توجيه ملاحظة تأديبية لقائد لواء يهودا، وتوبيخ قائد الكتيبة وقائد السرية، فيما حُكم على قائد فصيل بالسجن 7 أيام مع إقالته من منصبه، وقائد فصيل آخر بالرّبط الانضباطي (الإقامة الجبرية داخل الوحدة)، كما حُكم على جنديين بالسجن لمدة 7 أيام لمشاركتهم في أعمال التخريب".

وادعى جيش الاحتلال، أنه "ملزم بالحفاظ على النظام وسيادة القانون في المنطقة، وسيواصل التعامل بحزم وبلا تسامح مع أي مظاهر عنف أو تخريب"، فيما شدد الجيش الإسرائيلي على أن قائد المنطقة أوعز بمواصلة العمل بـ"حزم وبأسلوب هجومي لضمان الأمن في المنطقة".