على وقع عدوان إسرائيلي متصاعد يعيش أبناء شعبنا في الضفة الغربية تزامنًا مع سياسات تهودية في القدس الشريف وخروقات متكررة في قطاع غزة وسط مساعي الاحتلال لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الهش، وعدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وللحديث حول هذه الملفات استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر الكاتب والسياسي والقيادي في حركة فتح الدكتور باسم التميمي.
بدايةً أكد التميمي، أنَّ التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في الضفة منذ شهرين، وتقطيع الأوصالها تسبب في تضييق الخناق على شعبنا، لاسيما في مخيمات الشمال التي تشهد حرب إبادة وتهجير، وهو استهداف مباشر للاجئ الفلسطيني، وحق العودة الذي كلفته الشرائع الدولية كافة.
وتابع التميمي، أنَّ إلغاء المخيم لا يعني إلغاء حق العودة أو سقوطه، والمخيم هو محطة انتقالية لحل قضية اللاجئيين لحين العودة، وشدد، على أنَّ المخيم يعطي الرمزية لقضية اللاجئيين كونه شاهدًا على النكبة والتهجير، لذلك الاحتلال يعتقد أن تدمير المخيمات هو تدمير للرمزية التي يمثلها.
وفيما يتعلق برؤية المحللين والمراقبين، بأن ما يقوم به نتنياهو في الضفة هو رشوة للائتلاف الحكومي بخاصة المتطرف سمويترش، علق التميمي أن ذلك يعتبر ظلمًا للقضية، وهناك أهداف كبرى من وراء ذلك حيث يرى المشروع الصهيوني بشكل رئيسي أن لديه فرصة تاريخية بعد السابع من أكتوبر، وتحديدًا في ظل تعاطف الولايات المتحدة، لحسم الصراع لصالحه، وتابع أنَّ القضية قديمة متجددة وليس ابتكارا من عند نتنياهو وائتلافه الحاكم الذي يسعى بمشروعه ليس فقط ابتلاع الأرض الفلسطينية وتهجير شعبنا إنما الدول العربية أيضًا.
وفي سياق متصل أشار التميمي، أنَّ وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعطي دفعًا وتعزيزًا لليمين الصهيوني المضي قدمًا في مخططاته وتسيهل خطة الحسم، وشدد على أن صمود شعبنا وقيادتنا والموقف العربي على قرار واحد ومحدد، كالموقف السعودي والمصري والأردن، فُرض على ترامب بالتراجع عن قرار بالتهجير، وهذا التحرك مواصلته تضمن للشعب الفلسطيني الانتصار لكل مؤامرة تحاك ضده.
وفيما يتعلق بالتحريض والتوسيع الاتسيطاني وعمليات الهدم المتكررة في القدس، إضافة إلى إعلان الاحتلال أنه سينشر المزيد من الشرطة الإسرائيلي في الضفة خلال شهر رمضان، أكَّد التميمي أن مدينة القدس هي جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني وجوهر الصراع العربي والإسلامي الصهيوني والجميع يدرك هذه الخصوصية الدينية، لذلك هناك شكل متواصل بالصراع ضد المدينة القدس بتضييق الخناق على شعبنا ودفعه نحو التهجير، وعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أشار أنه إلى جانب كل هذه الاجراءات في الضفة، إسرائيل تشن تضييقًا ممنهجًا على السلطة الوطنية بكل أركانها، وهناك حملات تحريضية ضد القيادة الوطنية وضد سيادة الرئيس محمود عباس بشخصه، وهذا سيولد انفجارًا كبيرًا، وشدد على أنَّ المشروع الصهيوني لديه عنوان استراتيجي غير معلن وهو أن قيادم الدولة الفلسطينية يشكل خطرًا وجوديًا على دولة الاحتلال وعلى المشروع الصهيوني في المنطقة، وأن القيادة الفلسطينية وقيادة حركة فتح هي في عين العاصفة وفي دائرة استهدافات الاحتلال.
وتابع التميمي، أنَّ اليوم المطلوب عربيًا، التكاتف والتضامن حول القضية الفلسطينية، لمواجهة المخططات الصهيوأميركية، لأن تصفية القضية الفلسطينية أضراره الرئيسية على الدول العربية، كما مطلوب أيضًا وضع خطة لإعادة إعمار غزة لتعزيز صمود شعبنا، وشدد، على أنَّ القمة العربية المنتظرة من أكثر القمم أهمية لشعبنا، ومن أوجب الواجبات وجود خطط تنفيذية لتكون ملموسة على أرض الواقع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها