بشكل علني وصريح إسرائيل تعود إلى سياسة التجويع التي اعتمدتها خلال الحرب بدعم أميركي يرقى لجريمة الإبادة الجماعية، وللبحث في تطورات المشهد، أجرت الإعلامية مريم سليمان اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتب السياسي السفير مروان طوباسي، للحديث حول وقف المساعدات عن قطاع غزة وتحديات القمة العربية.
بدايةً أكَّد أنَّ إسرائيل في واقع الأمر وبشكل خاص نتنياهو ليس في مصلحته الذهاب إلى المرحلة الثانية والثالثة، لأنه يواجه تحديات داخلية من شركائه في الائتلاف الحكومي من اليمين الصهيوني الديني، ويقابله ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية وهذا بالدرجة الأولى، أما بالدرجة الثانية، العودة إلى مرحلة القتال والحرب الإبادة، حيث بدأ الاحتلال بإغلاق المنافذ وقطع المساعدات الإنسانية اذ لم تستجب حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، كما ستذهب إلى اجراءات أخرى تتمثل بتهجير أبناء شعبنا من الشمال الى الجنوب، بالإضافة الى العودة لبعض المحاور التي انسحبت منها بالآلة العسكرية الضخمة التي قد استلمتها مؤخراً من الولايات المتحدة للقضاء على حماس كما تدعي.
وقال: "ليس حماس هي التي ستدفع الثمن، الشعب الفلسطيني بمجمله معرض مرة أخرى لحرب أكثر شراسةً من الحرب الإبادة، ولم تنتهي، وتندرج في إطار الرؤية الصهيونية التي تتماثل بها الولايات المتحدة في محاولة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية".
وأضاف، إسرائيل تتنقل بحربها بمواقع مختلفة من غزة إلى الضفة الغربية، وهي تحاول أن تنفذ التهديدات بغزة لحرف الأنظار عما يجري من خطورة في مناطق الضفة، وتحديدًا في مخيمات اللاجئين التي تستهدف بها حق العودة، ولطرح مشاريع الوطن البديل.
وتابع، حكومة الاحتلال تمارس سياسة الضم دون الإعلان عن ذلك بشكل علني، والهدف الأساسي هو تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي هو اتفاق أميركي إسرائيلي، ولتنفذ هذا المشروع يجب أن ينفذ مشروع إسرائيل الكبرى، وهي لا تستهدف فقط ما سموه بيهودا والسامرة الذي اقروا تسميته بالكنيست بدل عن الضفة الغربية، لكن ستمتد إلى الجنوب لبناني والجنوب السوري، وسيكون هناك محاولة لزج الأردن في في مخطط تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، من خلال مشروع الوطني البديل.
ختم حديثه قائلاً: على الدول العربية أن تتحمل مسؤولية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، وأن تمتلك بشكل جماعي الإرادة السياسية لمواجهة المخططات الأميركية الإسرائيلية ليس فقط بتقدم البديل لترامب عن خطة الإعمار، مشددًا على أن لدى القادة العرب أوراق ضغط تم استخدامها في حرب أكتوبر عام 73، وهي ورقة النفط، فالدول العربية اليوم تسيطر على موانئ وممرات تجارية مهمة، وبالتالي هذه الأوراق يجب أن تستخدم لمواجهة السياسات الأميركية، وأن لا نبقى نتلقى الإملاءات وفي نهاية الأمر المشروع الصهيوني يتمدد في الأرض الفلسطينية وباقي الدول العربية الشقيقة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها