مئة وثمانية أعوام هي الفترة الفاصلة بين وعد بلفور وما يمكن تسميته اليوم بوعد ترامب الذي يكشف عن أنياب أطماعه الاستعمارية والاستثمارية في قطاع غزة والمنطقة بأكملها، وعلى الرغم من الترحيب الإسرائيلي بخطته بتهجير أبناء القطاع ووضع اليد الأميركية عليه، إلا أنَّ فلسطين قيادةً وشعبًا ومحاطة بالتأييد العربي والدعم الدولي، رفضت هذا المقترح وجددت التمسك بالأرض والوطن الذي لا بديل عنه وللوقوف عند تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومخططاته في المنطقة، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في حلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والمحلل السياسي حميد قرمان.
بدأ حديثه مؤكدًا على أنَّ هناك حقيقة ثابتة راسخة بأن الشعب الفلسطيني وقيادته ما زال وسيبقى على الأرض فلسطين، وشددا قائلاً: "أننا نقترب على المئوية نضالية هل يستطيع ترامب فرض على الشعب الفلسطيني الهجرة بعد هذه المئوية؟، موضحًا بأن ترامب يعمل على رفع سقف تصريحاته ويستخدم خطاب حاد ضد الفلسطينيين للوصول إلى تفاهمات ترضيه وترضي إسرائيل.
وفي سياق متصل أكَّد، أنَّ القيادة الفلسطينية ترى بأن ما يطرحه ترامب لا يمكن أن يتحقق، ولا يمكنه تهجير 2 مليون فلسطيني طوعًا أو قصرًا من أجل إحلال إسرائيل، وتنفيذ مشاريع استثمارية، مشددًا على أنَّ هناك ملفات دولية متشابكة وساخنة في انتظار ترامب، ولن يستطيع عزل نفسه عن ما يجري في العالم والتركيز فقط في قطاع غزة. مؤكداً على أنَّ ترامب سيصطدم بالواقع قريباً، وسيدرك أنَّ العلاقات الدولية ليست مجرد استعراض خلال مؤتمر صحفي ومجاملة لكيان احتلالي إسرائيلي، مضيفًا أنَّ المطلوب فلسطينيًا وعربياً بالمعادلة الثابتة هي معادله الوجود الفلسطيني على أرض.
وأضاف، أنَّ الأردن ومصر تريدان حل القضية الفلسطينية وتثبيت وجود الشعب الفلسطيني، وتحقيق الكيانية السياسية الفاعلة، وأكَّد أنَّ اليوم الموقف العربي التحركات الدبلوماسية البيانات التي صدرت عن مصر والاردن والسعودية تدعو إلى تصلب الموقف الفلسطيني الذي سيؤدي إلى تصلب الموقف العربي، مؤكدًا، بأن ترامب يدرك بأنه لن يستطيع معاداة الجميع، وأنه مقبل على صراعات وحروب دبلوماسية وسياسية مع أطراف دولية فاعلة في العالم، وهو بحاجة إلى الموقف العربي الداعم في بعض الملفات، فالمقابل عليه أن يقدم مواقف ترضي العرب والتي أعلنت عنها سعودية ومصر والأردن بأن لا للتهجير وضم، وأن الدولة الفلسطينية على الطاولة، وهناك مسار سياسي زمني يريده العرب لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية ولاستقرار للمنطقة.
تابع، العالم اليوم يرى الصراع وما نتج عنه وارتداداته وتداعياته، وأن الثمن الأكبر الذي دفع كان من قبل الشعب الفلسطيني، فلا يعقل أن لا يحقق الشعب كيانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.
ختم حديثه قائلا: "علينا أن لا ننجر إلى تصريحات ترامب على أنها حقائق ستفرض على الأرض، فشعبنا أكبر من أن تنهيه الولايات المتحدة وإسرائيل".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها