في سياق المشهد المتفجر في غزة، والتصعيد الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية، هناك تطورات متسارعة يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى للعودة إلى المشهد بقوة، عبر طرح مواقف متشددة لا تبتعد كثيرًا عن سياسات الاحتلال، ولطرح مواقفه المتطرفة بدأ بالفعل في فرض معادلات جديدة وكانّه في سباق مع الوقت لإعادة انتاج المشهد وفق الرؤية المناسبة له، وللحديث أكثر حول هذا الموضوع، أجرت الإعلامية ريم مشيرفي اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، مع أستاذ الدراسات السياسية والأمنية "د.نظام صلاحات".
بدايةً أكَّد، أنَّ هذه التصريحات لترامب يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأنها لم تأتي من فراغ وأنما بنيت بالأصل على السياسة اليمينية الصهيونية، التي كانت معلنة منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على قطاع غزة، وشددا، على أنَّ الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته سيقف أمام هذه السياسة وبكل حزم ووضوح، وهذا الأمر غير الخاضع لأي مزايدات سياسية، وبالتالي أي موقف خارج هذا الاجماع يأتي في مربع سياسة الإقلاع والتهجير.
وحول كيفية مواجهة هذه الأفكار المطروحة من قبل ترامب، علق صلاحات، أنَّ المدخل واضح ومعلن منذ البداية وهو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على أرضية الثوابت الفلسطينية والمشاركة السياسية والرؤية للمستقبل ، مشدداً، على أنَّ الخروج عن هذه الصيغة سيضعف الدور الفلسطيني عربياً ودولياً.
وتابع، أنَّ الذهاب إلى ما اتفق عليه في المرحلة الثانية يشتبك في الواقع مع ما نسميه ما بعد الحرب، معتقدًا، أنَّ هذا المربع الذي يحاول بنيامين نتنياهو التحرك داخله ليضمن أنَّ اتفاق المرحلة القادمة يكون على مقاس السياسات التي رسمها منذ البداية، وذلك للحصول على ضمانات من الرئيس الأميركي ترامب تتعلق بإيران، الضفة الغربية، وعملية التهجير، لتشكيل عنصر قوّة له للاستمرار في صفقة تبادل الرهائن أمام الائتلاف والمجتمع الإسرائيلي بشكلٍ عام.
ختم حديثه قائلاً: "إنَّ على الرغم من النداءات الدولية والإنسانية في ضرورة الإسراع بتقديم المساعدات العاجلة في قطاع غزة، إلا أنها بقيت مرهونة بتنفيذ مراحل الصفقة، وهنا يكمن التحدي في هذا الأمر حول كيفية استجابة الجانب الإسرائيلي إلى ذلك في الأيام المقبلة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها