منذ احتلال فلسطين لم يتوقف المشروع الاستيطاني في مناطقها المختلفة وبالتوازي، ولم يتوقف مشروع تهجير شعبنا بأشكاله المختلفة، وللحديث حول هذا المشهد، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر مكالمة هاتفية الباحث والمحلل السياسي ومدير مركز ثبات للأبحاث واستطلاعات الرأي الأستاذ جهاد حرب.

بدايةً أكَّد حرب، أنَّ تصعيد الاحتلال عدوانه في الضفة الغربية ضد المخيمات، يتعلق بمسألتين رئيسيتين، الأول: في البعد الاستراتيجي للإسرائيليين والحكومة الإسرائيلي بإلغاء وجود المخيمات وهو ما ينسجم مع القوانين التي أقرها الكنيست، وفيما يتعلق بإلغاء دور الأونروا في فلسطين وهو جهد كبير بذلته الحكومات الإسرائيلية على مدار سنوات طويلة للتخلص اللاجئين والرموز الرئيسية المتمثلة بوكالة الأونروا، والمسألة الثانية: هي إعادة النظر بما يقوله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو، إنَّ حكومة رابين أخطأت بالتوقيع على اتفاق أوسلو، وللتخلص من هذا الاتفاق يعمل على إنهاء وجود السلطة الفلسطينية، كونها تشكل كيانًا فلسطينيًا ذو طموح سياسي بإقامة الدولة الفلسطينية.

وتابع، إلى جانب هذا الاستهداف الممنهج لكل الشواهد الحية على النكبة، الاحتلال يعتزم المصادقة على مشروع قانون يهدف إلى تشريع الضم لعدد من المستوطنات الواقعة في محيط القدس المحتلة، وهذا يدل على مدى خطورة هذا التسارع في المشاريع الاستيطانية وتطبيق اتفاق ما يسمى بالائتلاف الحكومي للحكومة الإسرائيلية الحاليه منذ عام الفين وإثنين وعشرين، وهذا يشير أنَّ إسرائيل ماضية في عملية الضم غير آبهة بالمواقف الدولية من جهة، ولفرض أمر واقع على الفلسطينيين من جهة أخرى، وأشار أنَّ الخطورة الحقيقية تندرج بسياق وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتبنى منهجًا يتعلق بالقوة.

وفي سياق متصل، أكَّد حرب، أنَّ وجود ترامب هي اللحظة التاريخية التي لطالما انتظرها الاحتلال لتطبيق الضم في الضفة وفرض الوقائع الجديدة بالتوسيع، وأشار، إذا أعدنا النظر لكل تشريعات الكنيست في الآونة الأخيرة فهي تدل على الواقع الذي يحدث اليوم، فهي سياسية متعمدة وممنهجة للأطماع الإسرائيلية في الضفة، وهذه الأطماع هي جزء من الحركة الصهيونية لوجود دولة يهودية من النهر للبحر دون أي وجود  فلسطيني.

وشدد حرب، أنَّ الاحتلال يعمل على كل الجبهات لتهجير شعبنا من أرضهم في الضفة، أما فيما يتعلق بتمديد المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة، رجح حرب، ثلاث سيناريوهات، الأول إسرائيل تمدد المرحلة الأولى بذات الشروط التي وضعت، والثاني: هو إرادة حركة حماس للوصول للمرحلة الثانية بشروطها السياسية بما فيها انسحاب إسرائيل من القطاع، وإخلاء محور فيلادلفيا، بالإضافة إلى وقف مستدام للعمليات العسكرية، أما الثالث: وجود مرحلة انتقالية بين الأولى والثانية يكون فيها تغيير للقواعد التي استخدمت في المرحلة الأولى سواء فيما يتعلق بالمعايير الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وفقًا لإجراءات ضامنه لإدخال المساعدات بحيث لا تقوم إسرائيل بأي خرق.

ووفقًا للمعطيات التي سبق ذكرها، أكَّد حرب خاتمًا، أنَّ إسرائيل إذا استأنفت الحرب لن يكون العدوان كما سبق، إنما ستبدأ بالاغتيالات كما لبنان، أي توغل محدود بالتخريب والتدمير.