تحت خيمة من خيم المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزة، جمعت حركة حماس قرابة الثلاثين شخصًا بينهم ثلاث سيدات وأطلقت على هذا التجمع صفة المؤتمر. وقالت إنه لتحديد مستقبل غزة بعد الحرب، نعرف أن الضربة الشديدة على الرأس تحيل المضروب إلى حال من الترنح والهذيان وهذا "المؤتمر" على ما يبدو أوضح تعبير عن هذا الحال الذي باتت عليه حركة حماس نتيجة الضربة العنيفة التي تلقتها على رأسها نتيجة "طوفانها، الذي أطلقته دون أي حسابات تذكر، حتى اللوجستية، وحتى الفيزياوية منها، وبعد أن قالت إنه ذاهب باتجاه الأقصى لتحريره، شاهد العالم بأسره الطوفان، وبعد أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة تائهًا في دروب قطاع غزة، لا في أي دروب غيرها".
تحت خيمة مساعدات، وبثلاثين شخصًا، وبالترنح والهذيان، تريد حماس تحديد مستقبل غزة بعد الحرب. تفعل حماس ذلك لتعلن على لسان عضو مكتبها السياسي، حسام بدران، في مقابلة مع فضائية "العربية" رفضها أن تفوض السلطة الوطنية مسؤولية إدارة قطاع غزة- نتنياهو يرفض ذلك أيضًا- هذا التفويض الذي سألت مذيعة "العربية" لماذا لا تعلنه حماس؟ ليجيب بدران بواقعية الهذيان "بأن هذا الطرح غير واقعي، ويصعب تحقيقه". "مؤتمر" خيمة المساعدات، طرح واقعي عند "حماس" أما العودة إلى الشرعية، والسعي في دروب الحل الوطني، ليس واقعيًا في منطق "حماس" وتفكيرها الذي بات واضحًا تمامًا، أنه مصاب بأشد حالات الهذيان. تسمع حماس ولا شك خلاصة الموقف العربي والدولي أن مستقبل غزة لن يكون مع "حماس" ولأسباب عديدة تتعلق بعملية إعادة الإعمار أولاً لأن ممولي هذه العملية لن يدفعوا قرشًا واحدًا في هذا الإطار إذا ما بقيت حماس حاكمًا في قطاع غزة، ومرابط قرارها في طهران. تسمع "حماس" خلاصة هذا الموقف لكنها لا تزال تدير له ظهرها، بمنتهى المكابرة والنكران، مثلما ما زالت تدير هذا الظهر للحل الوطني، الذي يؤمن بلا أي جدل المستقبل المنشود لقطاع غزة مستقبل التفتح والنمو والازدهار على طريق تحقيق الحل الأشمل للقضية الفلسطينية بتجسيد دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
مستقبل غزة، هو مستقبل الحل الشامل، الذي لن يحدد دروبه، ويشقها سالكة غير الإجماع الوطني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها