شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح وفجر اليوم الاحد 2025/03/02، حملة اعتقالات واسعة خلال عملية اقتحام استهدفت عدة مناطق في الضفة الغربية، فيما تواصلت الهجمات الإرهابية للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
ففي جنين، دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، يومه الـ41 على التوالي، مخلفًا عشرات الإصابات.
وواصلت قوات الاحتلال إغلاق مداخل مخيم جنين كافة بالسواتر الترابية، وطرد السكان الذين يحاولون الوصول لمنازلهم، حيث تتمركز الجرافات والآليات في محيط المخيم بعد أن دفع بتعزيزات عسكرية إلى مداخل المخيم.
وأدخلت أمس السبت الدبابات إلى ساحة المخيم، فيما استقدمت مدرعات من نوع "ايتان" وجرافات "D9"، وأجبرت عددًا من الأهالي على إخلاء منازلهم في عمارة القنيري في محيط المخيم ومنازل في حي الهدف، ويستمر الجنود في اتخاذ عمارة الربيع كثكنة عسكرية منذ اليوم الاول للعدوان، كما جرفت الشارع الواصل إلى مسجد الأسير في المخيم.
وتعمل على تغيير معالم المخيم من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلًا بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي، واعتقلت أمس، شابًا من مخيم جنين خلال مروره على حاجز الكونتينر شمال بيت لحم، خلال توجه لمكان عمله في مدينة الخليل.
ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار، والخراب داخله، وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين فيه.
وفي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ35 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ22، وصعّدت من عمليات الاقتحام، والمداهمات للمنازل، والتهجير القسري للسكان، وسط عمليات تدمير وحرق لعدد منها.
ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، في الوقت الذي تمركزت فيه على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث ما زالت تستولي على مباني سكنية في الشارع وحوتها إلى ثكنات عسكرية.
وخربت ودمرت محتويات عمارة العامر في شارع نابلس بعد أن استولت عليها وأجبرت من فيها على المغادرة قسرًا، وألقت بالمقتنيات الخاصة من النوافذ.
وما زالت تفرض حصارًا مطبقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة برفقة الكلاب البوليسية، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، واخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب.
وفي مخيم نور شمس أقدم الاحتلال فجر اليوم على حرق منازل سكنية في حي المنشية، حيث شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها، استمرارًا لعمليات الهدم التي نفذها أمس، والتي طالت أكثر من 11 منزلًا وما يحيط بها.
كما وأجبرت سكان حارة "واد القلنسوة" على إخلاء منازلهم قسرًا، بعد مداهمتها، وإطلاق القنابل الصوتية تجاههم مع اتخاذ أفرادها دروعا بشرية، حيث أفاد مواطنون بأن الاحتلال أمهل سبع عائلات في الحي على مغادرة بيوتهم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم.
وداهمت في وقت سابق المنازل في حارة جبل النصر، وأجبرت سكانها على تركها قسرا، وإمهالهم مدة دقائق للمغادرة، بالتزامن مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم.
وفي مخيم طولكرم، داهمت المنازل والمحلات الفارغة الواقعة على امتداد شارع الوكالة بعد خلع أبوابها وتفجيرها، في الوقت الذي أطلقت الرصاص الحي تجاه المنازل في المناطق القريبة من حارتي المطار والحدايدة، لإرهاب السكان من بقوا في منازلهم في تلك الحارات.
وشهد مخيمي طولكرم ونور شمس منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال، حركة نزوح كبيرة بين سكانهما من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، فاق عددهم 16 ألف نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.
واستهدفت بشكل مباشر البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر يوميا مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في الوقت الذي يعيق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الاساسية الضرورية لهم.
ولليوم الـ23 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة الخضر- جنوب بيت لحم، وتمركزت في منطقتي "البوابة" و"الجامع الكبير"، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز السام، تجاه المنازل والمحلات التجارية، دون أن يبلغ عن إصابات.
أمّا في الخليل، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة عند جدار الفصل والتوسع العنصري غرب بلدة بيت أولا، الرصاص الحي صوب المواطنين، ما أدى لإصابة شاب في قدمه، نقل على إثرها إلى المستشفى الحكومي في الخليل، حيث وُصفت إصابته بالمتوسطة، حيث صعدت من ملاحقة المواطنين وإطلاق الرصاص صوبهم أثناء تواجدهم بالقرب من جدار الفصل المقام على أراضي قرى وبلدات محافظة الخليل.
ونصبت حاجزًا عسكريًا قرب مسجد الريان في جبل الرحمة في المدينة، خلال تواجد المصلين فيه لأداء صلاة التراويح، ما تسبب بحالة من الرعب لدى الأطفال والنساء، وأوقفوا المركبات وفتشوها، ودققوا في بطاقات المواطنين الشخصية وصوروهم، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
بينما في رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال، قريتي كفر نعمة ودير ابزيع- غرب رام الله، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
واعتقلت فجر اليوم، ثلاثة مواطنين، عقب مداهمة منزليهما في بلدة دير دبوان- شرق رام الله، وداهمت قرية دير قديس غربًا، واعتقلت طالبة في جامعة بيرزيت، بعد مداهمة منزل ذويها.
كما في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، شارع فيصل ووسط المدينة ومحيط البلدة القديمة، وداهمت حارة القريون داخل البلدة، كما اقتحمت مخيمي عسكر القديم والجديد، وحارة الحشاشين في مخيم بلاطة، ولم يبلغ اعتقالات.
فيما في سلفيت، اقتحم عشرات المستعمرين، بلدة بروقين غرب سلفيت، واعتدوا على منازل ومركبات المواطنين القريبة من الشارع الرئيسي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، وبثّ حالة من الذعر بين الأهالي، فيما وفرت قوات الاحتلال الحماية لهم وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام صوب المواطنين، كما تجمع عددًا من المستعمرينعند مدخل بلدة دير بلوط غربًا.
كذلك في أريحا، اقتحم مستعمرون إرهابيون، الليلة، تجمع عرب المليحات البدوي- شمال غرب مدينة أريحا، وتجولوا بين مساكن المواطنين، وهذا الاقتحام يأتي في ظل الاعتداءات المستمرة التي ينفذها المستعمرون ضد التجمعات البدوية، في محاولة لإجبار سكانها على الرحيل عن أراضيهم.
وفي طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال، شابًا من بلدة طمون- جنوب طوباس، أثناء مروره عبر حاجز عورتا -جنوب شرق نابلس.
وفي الأغوار، أطلق مستعمرين مواشيهم في المحاصيل البعلية للمواطنين في منطقة خربة الفارسية في الأغوار الشمالية، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها المستعمرون رعي مواشيهم في محاصيل المواطنين.
وسنويًا، يرعى المستعمرون، ويدمرون مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في الأغوار الشمالية، عدا عن منع المواطنين من رعي مواشيهم في المراعي، ومداهمة مساكنهم، وترهيبهم، ومحاولة سرقة مواشيهم.
فيما في القدس، اقتحمت قوات الاحتلال أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، وأجبرت المصلين على مغادرتها.
واعتقلت اليوم، فتى من بلدة العيسوية- شمال شرق مدينة القدس المحتلة، بعد دهم منزل ذويه في البلدة، وتفتيشه، وكانت قد نفذت قبل أيام عمليات هدم وتجريف طالت منزلًا، وبيوتًا بلاستيكية، وحظائر لتربية الماشية، وجرفت أراضي زراعية، وأسوارًا استنادية، واقتلعت عددًا من الأشجار.
وجابت شوارع وأزقة بلدتين الرام وسلوان، وأعاقت حركة تنقل المركبات، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
كما اقتحم "548" مستعمرًا اليوم، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في ساحات الأقصى، خاصة في المنطقة الشرقية منه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها