تغيير لمعالم القطاع ودعوات لإعادة الاستيطان وتشجيع على تهجير السكان من أرضهم في محاولات إسرائيلية متواصلة منذ نشأة هذا الكيان لمحو الهوية والتاريخ الفلسطيني الأصيل، وفي حلقةٍ خاصةٍ تتضمن ملفات عدة تناقشها الإعلامية مريم سليمان عبر فضائية فلسطيننا، مع الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلس الوطني د.عبد الرحيم جاموس.

بدايةً أكَّد د. جاموس أنَّ الخطة الاستراتيجية للاحتلال في القطاع هي الهجرة، وتتم باستخدام الوسائل الطوعية، من خلال العمل على انعدام عناصر الحياة، وضرب كافة عناصر الصمود للمواطن الفلسطيني، لذلك التهجير والتدمير الممنهج الذي تعرض له مخيم جباليا وبيت لاهيا، وبيت حانون في شمال قطاع غزة، هو لحشر سكان القطاع في الوسط ومن ثم إلى الجنوب لدفعهم في نهاية المطاف إلى الهجرة. مشدداً أنَّ الاحتلال يسعى اليوم لنقلها إلى الضفة الغربية.

وحول مفاوضات وقف إطلاق النار علق جاموس، أنَّ كيان الاحتلال ونتنياهو تحديدًا يستثمر أطول فترة ممكنة في تأخير التوصل للاتفاق رغم ما يشاع عن الأجواء الإيجابية، لكي يواصل عملياته العسكرية، لإجبار حركة حماس أن تخلي سبيل الرهائن  بالقوى، والهدف الاستراتيجي من هذه الممارسات كي يعلن تحقق نصرًا عسكريًا حاسمًا دون توقيع أي اتفاق، ويكون قد حقق أهدافه في التدمير والقتل وكيّ الوعي الفلسطيني لدفعه للتفكير بالهجرة، من أجل تحقيق الاستيطان. 

وقال: "إنَّ المعروف عن الرئيس ترامب حدته وصرامته وانحيازه المطلق والمعلن لإسرائيل، وبالتالي نتنياهو يراهن على هذه الحماقة السياسية التي قد يرتكبها السيد ترامب والجلافة التي يواجه بها الدبلوماسية العربية، قرارات الشرعية، الأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، قرارات محكمة الجنائيات الدولية، وبتالي عقلية ترامب المتطرفة تلتقي مع التطرف الإسرائيلي".

وأرجح، أن يكون هناك اتفاق جزئي ما بين أربعين إلى ستين يومًا لايقاف إطلاق النار، والعمل على تبادل الرهائن والأسرى، مشدداً يجب أن ينتهي هذا الصراع بالتوصل إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، ويُمكن الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران، هذا ما يكفل الأمن والسلام لكل الأطراف في المنطقة، بغير ذلك سوف تبقى المنطقة تعيش على برميل بارود اسمه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكَّد، أنَّ هناك تحديات جمة كبيرة داخلية وخارجية تتهدد السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنَّ السياسة الإسرائيلية واضحة تقوم على العمل على اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية لإنهائها، لأنها تمثل نواة الدولة الفلسطينية، و الأساس الذي يمكن أن يبنى عليّه أي اتفاق سلام، لذلك ساندت إسرائيل الانقسام والانقلاب الذي قامت به حركه حماس في قطاع غزة عام 2007، وعملت على تمويل هذا انقسام ونقلت الأموال من قطر إلى حركه حماس في قطاع،  لإدامة هذا الانقسام الذي يريح إسرائيل، ويعيق تنفيذ إقامة الدولة الفلسطينية.

وقال: "المقاومة التي تقديم الذرائع للكيان الصهيوني ولجيش الاحتلال لسحق شعبنا وللقضاء على عناصره الصامدين واغتيال صفوة أبنائه وتدمير مؤسساته أنا لا أراها مقاومة". وأضاف، كما كان يقول الشهيد القائد أبو عمار:”عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية، فلو كانت بندقية فقط لكانت قاطعة طريق، ولكنها نظم شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضع جراح وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائييها وزوجها".

وختم حديثه مؤكدًا: "أنَّ السلطة الوطنية تعاملت بنهج مزدوج قائمًا على أُساس الحفاظ على أمن أهلنا وشعبنا، وفتحت حوار مع كل القوى المجتمعية والسياسية والحقوقية لضبط ظاهرة الفلتان الأمني، حتى لا نعطي مبررًا لهذا العدو للاتخاذ ما يسمى بظاهرة انتشار المسلحين والذي هو من أوصل الأسلحة اليهم لاجتياح المخيمات والمدن الفلسطينية".