وسط مخاطر محدقة رافقتهم طوال الرحلة، تمكن مواطنون من الوصول لبعض مناطق سكناهم بمحافظة شمال قطاع غزة، إثر إعادة تمركز وتموضع قوات الاحتلال فيها ضمن اجتياح مستمر لليوم الرابع والعشرين.
وقال مواطنون كانوا قد أُجبروا على مغادرة مناطقهم، إنهم رصدوا دمارًا واسعًا في المنازل والشوارع والبنية التحتية في كل المناطق التي وصلوا إليها.
وأعادت قوات الاحتلال انتشارها في أماكن توغلها شمال قطاع غزة، وتمركزت على الأطراف الأربعة للمنطقة، وواصلت استهدافها المكثف جوًا وبرًا.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري شرع جيش الاحتلال بقصفٍ غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع، وفي اليوم التالي بدأ اجتياح المنطقة.
وتسعى قوات الاحتلال إلى احتلال المنطقة وتحويلها لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانها عبر "إبادة" تنفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المواطنين.
- دمار هائل
محمد طعيمة وصل إلى منطقة "بلوك 4" في قلب مخيم جباليا للاجئين، حيث يقع منزله الذي تحول إلى كومة من الرماد والرمال، على حد وصفه.
وقال طعيمة: "لم أتوقع أن تهدم آليات الاحتلال بيتي المكون من ثلاثة طوابق بهذا الشكل، وتحول المنطقة لتجمع من الرمال والركام بعد هدم عشرات المنازل الأخرى"، مشيرًا إلى أن وصوله للمنطقة لم يكن سهلاً لأن آليات الاحتلال كانت تطلق نيرانها تجاهه بكثافة، إضافة للمُسيّرات التي تغطي السماء".
وأردف طعيمة: بأن "الاحتلال في اجتياحه السابق لمخيم جباليا قبل أشهر دمر معظم منازله وشوارعه، وهذه المرة عاد لتدمير ما تبقى منها، فقد جرفت آليات الاحتلال أجزاء كبيرة من مراكز الإيواء الموجودة في المخيم والتي تتبع لوكالة الأونروا، ومعظم أساسات البنية التحتية، لا سيما المياه والصرف الصحي، التي دمرت معظمها إثر أعمال الحفر اليت تقوم بها آليات الاحتلال".
وأكد أن "مخيم جباليا لم يعد صالحًا للسكن نهائيًا بعد هذا الدمار، ومعظم أهله النازحين سيتفاجؤون بما حلّ بمنازلهم بعدما يعودون ويشاهدون الكارثة المهولة".
ووصل شبان إلى حي الصفطاوي غرب بلدة جباليا، ورصدوا هناك دمارًا كبيرًا في المنازل والمحال التجارية والشوارع.
وقال محمد نبهان كان من الواصلين إلى المكان المدمر: إن "المنطقة كانت مليئة بالحياة قبل هذا الاجتياح ولا يمكن أن تعود لما كانت عليه بعده".
وأضاف: إن "الاحتلال أعدم كل مقدرات الحياة ونسف عددًا كبيرًا من المنازل والأبراج السكنية التي تضم عشرات الوحدات السكنية"، مشددًا على أن "خسائر التجار في تلك المنطقة كبيرة جدًا لأن فيها عدد من المحال.
- حرق وإعدام للحياة
أما الشاب محمد المدهون، فلم يتمكن من إخفاء صدمته فور وصوله لمحيط "دوار الشيخ زايد" إلى الشمال من مخيم جباليا.
وقال المدهون: "الاحتلال حرق الكثير من المنازل ومراكز الإيواء ودمرها دمارًا كاملاً"، لافتًا إلى أن "مراكز الإيواء والمنازل كانت مليئة بالأثاث ومستلزمات الحياة الخاصة بالناس، لكن جميعها أصبح رمادًا".
وأضاف المدهون: بأن "جيش الاحتلال جرف شوارع كثيرة وأراضٍ بمحيط المنطقة وحولها لمناطق قاحلة بعد أن كان بها بعض الأشجار ومظاهر الحياة، متعمدًا تدمير كل شيء شمال قطاع غزة لإعدام الحياة فيه ولدفع المواطنين إلى الهجرة والنزوح منه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها