بقلم: حاتم أبو دقة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبري قطاع غزة (رفح، وكرم أبو سالم) للشهر الثاني على التوالي، ما يُنذر بحدوث مجاعة في القطاع الذي يعاني حرب إبادة منذ أكثر من عام ونصف العام.

وفرغت أسواق القطاع من المواد الغدائية الأساسية كافة، الأمر الذي دفع النازحين إلى العودة إلى ما تبقى من المعلبات والاعتماد في وجباتهم على الفلافل الذي ارتفع سعرها بشكل جنوني، جراء ارتفاع أسعار زيت الطهي والحمص، والنقص الحاد في غاز الطهي.

وقال محمود اللحام صاحب بسطة لبيع المواد الغذائية في مواصي خان يونس: إنه اضطر إلى إغلاق بسطته بسبب عدم توفر المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع أسعار ما تبقى منها.

وأضاف اللحام: أن الأسواق بدأت تفرغ من المواد الأساسية، بسبب الاعتماد على أصناف معينة، نظرًا لمرور أكثر من شهر على إغلاق المعبرين، ومنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية الأساسية والمحروقات، وغاز الطهي، منذ مطلع آذار/مارس الماضي.

وتابع: أن النقص الحاد أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني يفوق قدرة النازحين على الشراء، بعد أن استنزفت جيوبهم على مدار أكثر من عام ونصف.

كما وعبر النازح من عبسان الكبيرة كمال قديح (57 عامًا) عن استيائه الشديد من استغلال التجار النقص في المواد الأساسية بسبب إغلاق المعبرين في رفع أسعارها بشكل خيالي يفوق قدرة المواطن على الشراء.

وتساءل: "هل يُعقل أن يصل سعر لتر زيت الطهي إلى 45 شيقلاً ما يعادل 12 دولارًا، فيما يصل سعر كيلو السكر إلى 40 شيقلاً ما يعادل 11 دولار، وكيلو الطحين 20 شيقل؟".

وأشار قديح إلى أن التكايا التي كان يلجأ إليها المعوزون أغلقت أبوابها بسبب نقص مستلزمات الطهي وارتفاع أسعارها.

من جانبه، أشار أبو سليمان النجار مسؤول مخيم فلسطين في مواصي خان يونس، إلى أن التكية التي كان يستفيد منها المخيم الذي يقطنه نحو 1800 نازح قد أغلقت أبوابها منذ أسبوعين، بسبب النقص في المواد الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، منوها إلى أن أنبوبة الغاز ارتفع سعرها من 60 شيقلاً إلى 2000 شيقل ما يعادل 570 دولارًا.

وأضاف: أن ارتفاع سعر الغاز انعكس على أسعار الحطب كذلك، إذ ارتفع سعر الطن من 1000 شيقل إلى 6000 أي ما يعادل 1700 دولار.

واعتبر الصحفي رائد لافي أن ما يحدث في القطاع من إغلاق للمعبرين وفرض سياسة التجويع، يأتي في إطار تصريحات وزراء الاحتلال العلنية بالتضييق على النازحين لإجبارهم على الهجرة الطوعية.

وبين لافي أن ما أقدم عليه الاحتلال بعد استئناف الحرب خلال الشهر الماضي على إخلاء محافظة رفح من سكانها وعزلها عن باقي القطاع، يأتي في إطار استكمال المخطط بتسوية ما تبقى من المنازل، ليسهل تنفيذ مخططاته التي أعلن عنها بتقسيم القطاع وإنشاء ممرات أخرى، على غرار ممر صلاح الدين الذي يطلق عليه اسم "فيلادلفيا" في الجنوب، و"نتساريم" في الشمال تمهيدًا لمخطط التهجير.

وكان برنامج الغذاء العالمي، قد أعلن توقف 25 مخبزًا من المخابز التي كان يمدها بالدقيق عن العمل، بسبب نفاد مخزون الدقيق لديه، كما أعلنت وكالة "الأونروا" عن عدم قدرتها على استكمال دورات التسليم، بسبب خلو مخازنها من الدقيق.