في حوار هاتفي أجرته الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر قناة فلسطيننا، مع عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت ناصر الأسعد، للحديث حول العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأوضاع أبناء شعبنا في مخيمات بيروت.

بدأ الأسعد حديث قائلاً: "في إطار العدوان الإسرائيلي المفتوح على لبنان، الذي بدأ في الجنوب اللبناني وصولاً إلى قلب العاصمة بيروت، وتحديدًا في الضاحية الجنوبية، التي تشهد يومياً سلسلةً من الغارات الإسرائيلية، وتعد الأعنف منذ حرب 2006 بين حزب اللّه وإسرائيل، والتي أسفرت عنها مئات الشهداء المدنيين وآلاف الإصابات، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني والمربعات السكنية، والبنية التحتية المدنية، وشهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة إثر اصدارات إخلاء يطلقها العدو الإسرائيلي بين الحين وآخر، تاركًا خلفه ضاحية شبه خالية من الحياة".

وتابع، مع تواصل إسرائيل دك الضاحية الجنوبية لبيروت، ينال مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين المجاور لها، نصيبه من التدمير والقصف، حيث تم قصف أطراف المخيم من الناحية الشمالية والشرقية والغربية، ما دفع بجزء كبير من سكان المخيم للنزوح منه إلى مناطق آمنة، مشيرًا إلى أن الحركة داخل المخيم ما زالت مستقرة، والحركة التجارية مقبولة، والمؤسسات داخل المخيم ما زالت قائمة، لكن هناك حالة من القلق الشديد نتيجة التصعيد المتواصل على الضاحية الجنوبية.

وعلق الأسعد على استهداف الاحتلال للمخيمات الفلسطينية في لبنان قائلاً: نواجه عدو ماكر وخبيث متوحش متغطرس، فاقد الإنسانية، يسعى إلى توسيع دائرة استهدافاته لتطال المخيمات الفلسطينية، وهذا يُعتبر مؤشراً خطيراً على قرار إسرائيل بخوض غمار حرب مفتوحة في جميع الاتجاهات وعلى كل الجبهات، وبدون ضوابط أو حدود، في محاولة لكسر وتصفية كل مناضل يرفع شعار الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحريرها".

وأضاف الأسعد،  لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تكمل في دور الوسيط في ملف المفاوضات لأنها شريكة أساسيةٌ لإسرائيل في جرائمها عبر الدعم اللوجستي والسياسي الذي تقدمها لها ، فأميركا تعمل على تزويد إسرائيل بِسلاحِها، الذي يُقتل به الآلاف الأبرياء من نساء وأطفال وهم عزل في بيوتهم ، أو بالخيام، أو بمراكز الإيواء سواءً في غزة أو لبنان،  فالسياسة التي تمارسها الإدارة الأميركية باتت مكشوفة، وتحكمها قيادات صهيونية ويهودية، هدفها بسط سيطرتها وتحقيق اكأطماعها في المنطقة.

وأشار إلى أنَّ هناك عملية إبتزاز للموقف السوري نتيجة ما يجري في الشرق الأوسط، حيث تعتبر إسرائيل أنَّ الحدود  والمعابر التي تربط سوريا ولبنان، وسوريا والعراق الشريانين الحويين بالنسبة للمقاومة اللبنانية، فالواجب على سوريا حسب المفهوم الصهيوني الإسرائيلي، هو قطع هذه الإمدادات العسكرية والإقتصادية والتموين، لذلك تقوم إسرائيل يومياً بأكثر من غارة على وسط دمشق، درعا، تدمر، وعلى كل الأراضي السورية، بهدف الضغط على الحكومة السورية لاغلاق المعابر وتحقيق ما يطمع به العدو الإسرائيلي بفرض حصار، لتدمير وتجويع لبنان.

خاتمًا، على مدار أربعة عشر شهرًا ما يقوم به العدو ليس هو تدمير قطاع غزة فقط، إنَّما هو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وحرق للشعب الفلسطيني، إنهاء للوجود الفلسطيني، وبرعاية الأميركية من خلال استخدام حق النقد الإنساني لغزة، فهذا الكيان الغاصب الذي يتمتع بحماية وغطاء سياسي كامل من أميركا وأوروبا، يعتبر نفسه فوق القانون الدولي والإنساني، ماضيًا في  المزيد من مجازر والإبادات في المنطقة.