إن اعلان الاستقلال عام 1988 شكّل محطة تاريخية مفصلية هامة، لما لهذا الإعلان من قيمة وطنية ومعنوية وسياسية لشعبنا الفلسطيني وقضيتنا العادلة.
يصادف اليوم الجمعة، الموافق الخامس عشر من تشرين الثاني، الذكرى الـ36 لإعلان الاستقلال، حينما أعلن الرئيس المؤسس الشهيد ياسر عرفات، في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الـ19 المنعقدة في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر العاصمة. وما زالت الكلمات التي رددها الشهيد القائد الرمز أبو عمار حاضرة في أذهان أبناء شعبنا، والتي قال فيها: "فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
إنَّ اعلان الاستقلال عام 1988 شكّل محطة تاريخية مفصلية هامة، لما لهذا الإعلان من قيمة وطنية ومعنوية وسياسية لشعبنا الفلسطيني وقضيتنا العادلة، والذي جاء تتويجًا للكفاح والنضال الوطني الفلسطيني، الذي خاضه شعبنا على مدار عقود من الزمن، وصولاً إلى الانتفاضة الشعبية عام 1987 إنتفاضة الحجارة، وثمرة تضحياته الجسيمة دفاعاً عن حقوقه الوطنية المشروعة وثوابته الوطنية التي أرساها الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار، وتوافقت عليها وأقرتها كل الفصائل الوطنية الفلسطينية في المجالس الوطنية المتعاقبة.
تطل علينا هذه المناسبة الوطنية التاريخية، في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا في قطاع غزة لعدوان صهيوني إجرامي غاشم منذ أكثر 13 شهرًا، وحرب إبادة جماعية خلّفت 200 ألف شهيدًا وجريحًا ومفقودًا، معظَّمهم أطفال ونساء وشيوخ، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت مئات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب أبشع جرائم الحرب، والتهجير القسري والحصار والتجويع وتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، كما يواصل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين المجرمين، إعتداءاتهم اليومية على شعبنا في الضفة الغربية ومدينة القدس، ناهيك عن الإنتهاكات المتواصلة للمقدسات المسيحية والإسلامية، وسياسات حكومة الاحتلال لتهويد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.
إنَّ قيادة حركة "فتح" في لبنان تجدد دعوتها للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، والعمل على الوقف الفوري للعدوان وإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه في الحرية والاستقلال، ونطالبه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة، كخطوة ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وتدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول المانحة، للعمل على منع تطبيق الحظر الإسرائيلي على عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وإلى مواصلة تمويلها لتتمكن من إغاثة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل أصعب الظروف وأحلكها في تاريخهم.
وتدعو الدول العربية والإسلامية للإلتزام بقرارات ومخرجات القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض قبل أيام، والإيفاء بتعهداتها لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
إنَّ قيادة حركة "فتح" في لبنان تُدين وتستنكر بشدة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يتعرّض له لبنان، ونؤكد على موقفنا الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وندعو إلى وقف حرب الإبادة والتدمير التي يشنها العدو الصهيوني ضده.
تحيي قيادة حركة "فتح" في لبنان، صمود شعبنا الفلسطيني في أرضه ووطنه في مواجهة العدوان الصهيوني ومخططات التهجير، وقد أثبت شعبنا بصموده على أرض وطنه بأنه متجذر في الأرض ولا يمكن هزيمته، وبصموده وتمسكه بالثوابت الوطنية سيهزم الاحتلال، وسيقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونعاهد جماهير شعبنا بأننا سنواصل الكفاح حتى التحرير والحرية والعودة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا البواسل، والحرية لأسرانا الأبطال.
وإنها لثورة حتى النصر
قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني
"فتح" في لبنان
15 تشرين الثاني 2024
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها