"فتح" كانت وما زالت وستبقى حامية المشروع الوطني الفلسطيني، والمعبرة عن ضمير الشَّعب الفلسطيني
يحيي شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الذكرى الـ "60" لانطلاقة حركة "فتح" الرائدة وقواتها العاصفة، في الأول من كانون الثاني 1965 وهو اليوم الذي أعلنت فيه حركة "فتح"، في بيانها الأول بداية الكفاح المسلح الفلسطيني وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، على يد ثلة من الرجال الأوائل الذين حملوا على عاتقهم هدف تحرير فلسطين، وأرسوا أسس ومبادئ وأهداف الثورة، من أجل التحرير والعودة وتقرير المصير ووحدة كل الفلسطينيين حول هويتهم الفلسطينية وحول أهدافها الوطنية، وارتقت بهم من حالة الشتات والضياع والنسيان والتشتت إلى مستويات المقاومة والكفاح والنضال وإعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء من خلال الكفاح المسلح والنضال الجماهيري والسياسي والدبلوماسي.
تحل علينا هذه المناسبة المجيدة، فيما تستمر حرب الإبادة ضد شعبنا، منذ 15 شهرًا، وترفض حكومة الاحتلال وقف العدوان، ويواصل جيش الاحتلال حربه الإجرامية ضد شعبنا في قطاع غزة، وفاق عدد الشهداء والجرحى من المدنيين الـ "200" ألف غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ وآلاف المفقودين والمعتقلين، ويستمر العدو بالتدمير المنهجي لكل ما تصل إليه آلته العسكرية التدميرية بهدف القضاء على كل مقومات الحياة في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته يستمر جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين باقتحام المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية يوميًا وارتكاب أبشع جرائم الاغتيال والقتل والاعتقالات التعسفية وهدم للمنازل، والانتهاكات اليومية للمقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس.
يحدث كل ذلك لشعبنا على مرآى ومسمع العالم كله، فيما تواصل الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية الكبرى، تقديم الدعم العسكري والمادي لدولة الاحتلال وإمدادها بأحدث أنواع العتاد والسلاح مما يجعلها شريكة في العدوان على شعبنا.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات عملية لوقف هذا العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا، والضغط على حكومة الاحتلال، والعمل على الوقف الفوري لحرب الإبادة، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ووقف انتهاكات سلطة الاحتلال ووزرائها العنصريين المتطرفين وجيشها وشرطتها وقطعان مستوطنيها، للمقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس، ونؤكد على ضرورة لجم الاحتلال بوقف الاستيطان واقتطاع الأراضي الزراعية في الضفة الغربية التي تخالف كل القوانين الدولية.
تجدد قيادة حركة "فتح" في لبنان دعوتها للالتزام بمخرجات وقرارات القمة العربية والإسلامية التي عقدت مؤخرًا في الرياض، وممارسة كل أشكال الضغط من خلال إمكانياتها الإقتصادية وعلاقاتها الدولية، للضغط على حكومة الاحتلال لوقف العدوان ولإجبارها على الإنصياع للشرعية الدولية التي وافقت بالإجماع على حل الدولتين.
وتشدد على أهمية وحدة الصف والموقف، وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيزها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة المشاريع التصفوية المحدقة بالقضية الفلسطينية.
تتوجه بالتحية لجميع الأخوة والرفاق في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الذي وقفوا معنا في كل المراحل والمحطات الوطنية التاريخية، ولكل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
وفي ذكرى الانطلاقة، نتوجه بالتهنئة للسيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، ونؤكد على تأييدنا المطلق لقيادته الحكيمة ولرؤيته الوطنية الواضحة وحمله الأمانة بكل شجاعة وصلابة دفاعًا عن شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية المشروعة، والتحية للأخوة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح"، وكل كوادرها ومناضليها في كل الأقاليم الحركية.
تُحَيي قيادة حركة "فتح" في لبنان شعبنا الفلسطيني الصامد والمقاوم في أرض الوطن وفي مخيمات الشتات، وتعاهده على المضي والاستمرار بالنضال والكفاح والمقاومة حتى النصر والتحرير والعودة وإقامة دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة على أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وتتوجه بالتحية للبنان الشقيق وجيشه ومقاومته وأحزابه الوطنية ولكل الشعب اللبناني الذي احتضن الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية، وانخرط العديد من أبنائه في صفوفها وارتقى منهم العديد من الشهداء على طريق تحرير فلسطين.
والتحية لكل شعوب أمتنا العربية وكل الأحرار والشرفاء في العالم الذين أيدوا وساندوا ودعموا الثورة الفلسطينية ووقفوا معها ومع الشعب الفلسطيني في كل مراحل النضال الفلسطيني.
بعد "60" عامًا حافلة بالمقاومة والكفاح النضال والتضحية والفداء، ما زالت شعلة حركة "فتح" متّقدة تنير الطريق، وتنسج خيوط الحلم الفلسطيني، لأن "فتح" كانت وما زالت حامية المشروع الوطني الفلسطيني، والمعبرة عن ضمير الشعب الفلسطيني بأفكارها الوطنية والوحدوية والواقعية، وما زالت تمسك بيدها الدفة والمسار، ولم تحد يومًا عن بوصلتها التي تتجه دائمًا نحو الوطن، وتمكنت بذلك من المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية، واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني وما زالت على نهج الرئيس الراحل الرمز المؤسس القائد الشهيد ياسر عرفات، حتى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المجد والخلود لروح الشَّهيد القائد المؤسس الرمز أبو عمار ولرفاقه الشهداء من القادة المؤسسين الأوائل، ولكل الشهداء الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال والحرية لأسرنا البواسل.
وإنــها لثـــورة حتى النّــصر
قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في لبنان
31 كانون الأول 2024
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها