• نعاهد الشهداء أننا اليوم أكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق العودة وتقريرالمصير

يحيي شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، اليوم الثلاثاء، السابع من كانون الثاني/ يناير "يوم الشهيد الفلسطيني"، وهو مناسبة وطنية كبرى لها رمزيتها في تاريخ وحياة ووجدان وضمير شعبنا الفلسطيني، وهو يوم ارتقاء أول شهيد لحركة "فتح" في الثورة الفلسطينية المعاصرة (الشهيد أحمد موسى سلامة، الذي استشهد في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1965، بعد أن نفّذ عمليته البطولية "نفق عيلبون")، فصار يومًا وطنيًا أقرته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، تخليدًا للشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل فلســطين.

ولهذا اليوم أهمية كبرى في تاريخ النضال الفلسطيني المتواصل والمستمر، عبر الأجيال المتعاقبة ليستذكر فيه شعبنا الشّهداء الذين عبّدوا بدمائهم الزكية الطريق لتحرير فلسطين، في كافة مراحل الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال والكفاح الوطني الطويل، وفي مقدمتهم الرئيس القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، والقادة المؤسسين الأوائل، وقادة الفصائل والفدائيون الأوائل وكل الشهداء الأبطال من أبناء شعبنا، الذي نفذوا العمليات الفدائية البطولية وخاضوا المعارك والمواجهات ضد العدو الصهيوني، وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء في كل المواقع داخل الوطن وخارجه، والشهداء الذين قضوا في سجون الاحتلال، وشهداء الأرقام الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم، ونستذكر أيضًا الشهداء العرب وأحرار العالم الذين انضووا في صفوف الثورة الفلسطينية واستشهدوا تحت رايتها من أجل فلسطين ودفاعًا عن قضية شعبنا العادلة.

إن الشهداء هم فخر عزتنا وكرامتنا الوطنية وهم أوسمة شرف واعتزاز على صدورنا، ورموز التضحية والفداء، وهم الكواكب التي لا تغيب في سمائنا، يعطرون أرضنا بدمائهم الزكية، وهم الأكرم منا جميعًا، وهم الشهود على إرهاب الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا الذي يتعرض لأبشع حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية منذ 15 شهرًا في قطاع غزة، ويتعرض لشتى أنواع إرهاب الدولة، دولة الإحتلال وجيشها المجرم وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية وفي مدينة القدس، على مرأى ومسمع العالم كلّه الذي لم يحرّك ساكنًا حتى اليوم، رغم كل المطالبات والمناشدات بضرورة الوقف الفوري للعداون، ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وأشرفا على هجمات على السكان المدنيين"، واستخدام التجويع سلاحًا للحرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.

في يوم الشهيد الفلسطيني، نؤكد على مواصلة المقاومة المشروعة بكل أشكالها والنضال السياسي والدبلوماسي والشعبي وندعو أحرار العالم لإدانة هذا الاحتلال وتجريمه ومقاطعته في كافة دول العالم والمؤسسات والهيئات الدولية.

ونتوجه بالتحية للقيادة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ومواقفة الصلبة والشجاعة التي أكد عليها دائمًا برعاية عائلات شهدائنا وجرحانا، وحرصه على تأمين الحياة الكريمة لهم وتأكيده على عدم السماح بالمس برواتب الشهداء والأسرى، وأنه لو بقي فلس واحد سيصرف لهم ولعائلاتهم، واعتبار هذه القضية خطًا أحمر لن يسمح المساس به.

ونتوجه بالتحية والتقدير لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التي عملت وتعمل ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة على خدمة ورعاية عائلات الشهداء والجرحى في كافة أماكن تواجدهم في الوطن والشتات، وعلى جهودها لتأمين الخدمات التي تقدمها لهذه العائلات التي ضحت بأغلى ما تملك في سبيل الوطن.

والتحية لشعبنا الصامد الصابر والمقاوم، ونعاهده ونعاهد الشهداء أننا اليوم أكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق العودة وتقريرالمصير؛ ونؤكد على  أهمية الوحدة الوطنية والإجماع على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، لأن وحدة شعبنا وصموده على أرضنا والتمسك بحقوقنا جزء لا يتجزء من مقاومة المحتل ولأن أنجع رد فلسطيني في وجه الممارسات الاسرائيلية يجب أن يكون بالوحدة الوطنية.

وتتوجه قيادة حركة "فتح" في لبنان بالتحية لأرواح شهداء لبنان وجيشه وشعبه المقاوم الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان ومن أجل فلسطين، ولكل الشهداء من أشقائنا العرب ومن الشرفاء والأحرار في هذا العالم الذين وقفوا مع شعبنا الفلسطيني وساندوا قضيتنا العادلة واستشهدوا من أجلها.

تحيّة إكبار واعتزاز لشهدائنا الأبرار وعائلاتهم الأحرار والمجد والعزة لجرحانا الأبطال ولأسرانا البواسل 


وإنَّها لثورةٌ حتى النّصر


7 كانون الثاني 2025