-غاب عنّا وعن فلسطين بجسده، لكن إرثه النضالي ما زال راسخًا في ذاكرة شعبنا الفلسطيني.
يصادف اليوم الإثنين، 11 تشرين الثاني، الذكرى العشرين لرحيل الرئيس الرمز القائد المؤسس ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي ارتقى شهيدًا على طريق التحرير والعودة، بعد أن قاد حركة "فتح" والثورة الفلسطينية المعاصرة والشعب الفلسطيني لعقود من الزمن.
وأصبح رمزًا لشعب فلسطين، وعنوانًا لكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، وأصبحت القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى للأمة العربية والإسلامية، من خلال النضال الوطني الفلسطيني المتواصل والمستمر إلى أن اعترف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، وصولًا إلى إعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.
إن ذكرى رحيل القائد الرمز الشهيد "أبو عمار" ستظل مصدر إلهام لنضال شعبنا المستمر، فقد كان قائدًا إستثنائيًا، يتمتع بالشجاعة والصلابة والحنكة السياسية والقيادة الحكيمة، وخاض من أجلها معارك عسكرية وسياسية ودبلوماسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده في العام 2004، بعد عدوان إسرائيلي غاشم وحصار ظالم لمقرّه في رام الله دام أكثر من ثلاثة أعوام على مرأى ومسمع العالم كلّه.
وخاض الشهيد أبو عمار مع رفاقه من القادة الأوائل المؤسسين، الشهداء منهم والأحياء نضالًا طويلًا وشاقًا في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية معقدة، وعبروا مراحل نضالية تاريخية طويلة نقلوا فيها القضية الفلسطينية من غياهب النسيان والتجاهل إلى كل المحافل العربية والدولية، وتكللت تلك المسيرة بالعديد من الإنتصارات في كل الميادين من خلال العمليات الفدائية والمعارك البطولية التي خاضها أبطال حركة "فتح" والثورة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني على كل جبهات القتال، وسطروا فيها ملاحم البطولة والفداء والعزة والكرامة الوطنية، تعمّدت بدماء آلاف الشهداء والجرحى والمصابين وآلاف الأسرى والمعتقلين.
إننا في هذا اليوم الأليم من تاريخ شعبنا، ندعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان المستمر منذ 400 يوم على شعبنا، ووقف حرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الهمجية، والتطهير العرقي والتهجير القسري، التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف شهيد وجريح وأسير ومفقود جلّهم من النساء والأطفال وكبار السن، وندعو لوقف الإعتداءات اليومية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية ومدينة القدس، والإنتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية التي يقوم بها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وندعو الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة، لممارسة الضغط بكل أشكاله على الدول الكبرى ذات الشأن، من أجل إجبارها على وضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي ترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة منها حق شعبنا بتقرير مصيره.
ونجدد دعوتنا إلى إنهاء الإنقسام وضرورة العمل الجدي لاستعادة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك بالثوابت الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لإفشال كل مشاريع الاحتلال بتهويد الأرض وتهجير شعبنا.
وفي الوقت الذي نعلن فيه وقوفنا مع الشعب اللبناني الشقيق والدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان الغاشم على لبنان، فإننا ندين ونستنكر بشدة ما يتعرض له من عدوان صهيوني غاشم، أدى حتى تاريخه لسقوط أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وأربعة عشر جريحًا من المدنيين الأبرياء، وقيام جيش العدو بتدمير المباني والأحياء السكنية على رؤس قاطنيها، وتدمير 37 قرية لبنانية تدميرًا كاملًا، وتسبب بنزوح أكثر من مليون ونصف لبناني من قراهم وبلداتهم ومدنهم تاركين ورائهم بيوتهم ومصادر أرزاقهم التي يعتاشون منها يوم بيوم.
تحية لشعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في كل أماكن تواجده، ونعاهده على الاستمرار بالنضال والكفاح على نهج الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات، حتى استعادة كامل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، التي أقرتها الشرعية الدولية وحق شعبنا بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إننا في هذا اليوم نستلهم من سيرة القائد الشهيد ياسر عرفات، فقد غاب عنّا وعن فلسطين بجسده، لكن إرثه النضالي ما زال راسخا في ذاكرة شعبنا الفلسطيني تتوارثه الأجيال، جيلًا بعد جيل، حتى تتحقق تطلعات وآمال شعبنا الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المجد لك ولروحك الطاهرة يا أبا عمار، فالعهد هو العهد والقسم هو القسم، والمجد والخلود لكل الشهداء الذين قضوا على طريق تحرير فلسطين، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والحرية لأسرى الحرية البواسل وإنها لثورة حتى النصر.
قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها