ستذكر أجيال الحرية والاستقلال قول سيادة الرئيس أبو مازن قبل ثماني سنوات، وتحديدًا في الثلاثين من سبتمبر من عام 2015 بعد تقبيله رمز الوطن (علم فلسطين) ورفعه على سارية إلى جانب أعلام 153 دولة في الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك، في الثلاثين من سبتمبر عام (2015) وبعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (A/Res/67/320)، في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2015. برفع أعلام الدول المراقبة في مقر الأمم المتحدة وستعرف الكثير عن معاني قول سيادة الرئيس "إن هذه اللحظة تاريخية من مسيرة نضال شعبنا؛ فهذا العلم عنوان هويتنا الوطنية، ونهدي هذه اللحظة للشهداء والأسرى" ولماذا قرر سيادته اعتبار الثلاثين من سبتمبر يوما وطنيا للعلم.
سيعلم أحفادنا لماذا أيامنا الوطنية مجيدة، وأننا ثبتنا مخطوطاتها في قاموسنا الوطني وقواميس أمتنا العربية والشعوب والأمم الحرة والمحبة للسلام، بالعطاء اللامحدود، بالنضال، بالفداء، من أجل نصر، ويوم لا ظل لعلم محتل أو مستعمر على أرضنا، فعلمنا الرباعي الألوان، علم العروبة، علم فلسطين وحده الذي يستحق إرخاء ظلاله حتى الأفق معانقًا رحاب السماء. فقد صار علم فلسطين صفحة مشرفة في كتاب تاريخ الأمم، بعد أن اتخذناه رمزًا لهويتنا الوطنية وانتمائنا، ولثورتنا، ولدولتنا، فقد آمنا بمعاني ورمزية علم فلسطين الذي نتشرف بأن يكون رمزًا لحرية ووحدة الأمة العربية أيضًا.
يتشكل علم فلسطين الحالي: مستطيلات متساوية أفقية، وترتيب ألوانها: الأسود، فالأبيض، ثم الأخضر، ومثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته ممتدة عموديًا، من بداية العلم ناحية السارية (فيما رأس المثلث في نقطة وسط المستطيل الأبيض على ثلث طول العلم أفقيًا. أما مراحل تشكيله تاريخيا فتبدأ من اعتماد الشريف حسين علما للثورة العربية عام 1916 مشابها لعلم فلسطين الحالي، واتخذته الحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917 رمزًا وطنيًا، وفي عام 1947 اتخذه حزب البعث العربي رمزًا للحرية وللوحدة العربية، وفي عام 1948 اعتمده المؤتمر الفلسطيني في غزة، واعترفت قبل جامعة الدول العربية به علمًا للشعب الفلسطيني، وفي المؤتمر التاسيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية (28-5-1964) أقر المجلس الوطني الفلسطيني الميثاق الوطني، حيث نصت المادة (27) على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، واعتمدت ألوانه حينها: الأخضر فالأبيض ثم الأسود مع مثلث أحمر، لكن اللجنة التنفيذية للمنظمة قررت بتاريخ (1-12-1964) نظاما خاصا بالعلم، بمقاييسه وأبعاده، حيث تم تغيير ترتيب الألوان الثلاثة لتصبح من الأعلى للأسفل كما هي الآن أي الأسود فالأبيض والأخضر وقد اعتمدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني مع انطلاقتها في 1/1/1965م العلم جزءا من شعارها، وقررت اعتماده علمًا للوطن (فلسطين) الأمر الذي تم توثيقه في بيان وثيقة الاستقلال بتاريخ 15 نوفمبر 1988، حيث قررت منظمة التحرير الفلسطينية العلم بترتيبه الحالي علما لدولة فلسطين .
نذكر في هذا المقام مرة اخرى ببعض مواد قانون حرمة العلم الفلسطيني رقم (22) لسنة 2005م الصادر باسم الشعب الفلسطيني عن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.. وذلك لأهميتها، ولضرورة التعريف بها، وتطبيقها، منها المادة (1): يكون علم فلسطين بالألوان الأربعة والأبعاد والمقاييس المعتمدة من منظمة التحرير الفلسطينية هو العلم الرسمي للبلاد، بحيث يقسم العلم الفلسطيني أفقيا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية وذات عرض واحد، بحيث تكون العليا سوداء، والوسطى بيضاء، والسفلى خضراء، مع مثلث أحمر من ناحية السارية قاعدته مساوية لعرض العلم، وارتفاعه مساو لنصف قاعدة المثلث.
مادة (2): احترام العلم واجب على الجميع وتحظر الإساءة إليه أو الاستهانة به قولاً أو فعلاً.
مادة (3): يجب على الجهات كافة، وكذلك الأفراد، الملزمين برفع العلم، المحافظة على نظافته وصيانته بما يليق بمكانته وبرمزيته.
مادة (4): 1- يرفع العلم الفلسطيني على جميع مقار السلطة الوطنية، والوزارات، والمؤسسات والمكاتب التابعة لها، ومؤسسات القطاع العام كافة، ومقار أجهزتها، وقواتها، وممثلياتها بالخارج وفي الأعياد والمناسبات الوطنية كافة. 2- يحظر رفع أي علم غير العلم الفلسطيني على الدوائر والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة.
مادة (5): يحظر رفع أي علم أو شارة على شكل علم فوق مستوى العلم الفلسطيني في المكان الواحد.
ونقرأ في منشور لوزارة الخارجية حول قواعد رفع وهيبة العلم ما يلي:
يجب أن يُعرض العلم الوطني الفلسطيني فقط في طريقة تتلاءم مع أهميته.. وألا يُعرض بوضعية تجعله أقل منزلة من أي علم أو راية أخرى. و– يجب عدم الإمضاء أو الكتابة على العلم الوطني الفلسطيني في أي حال من الأحوال.
اليوم نكرر ما كتبناه سابقا بحبر ممزوج بالمرارة ونقول، ليس من الوطنية اغراق علم الوطن فلسطين بطوفان الرايات الفصائلية والحزبية، وتحديدا في المناسبات الوطنية، أو في مسيرات وداع الشهداء، او حتى في الاحتفالات الحزبية ، فالولاء والانتماء للوطن وقسم الإخلاص لفلسطين فوق كل اعتبار، فرمز الوطن لا يعلو ولا يطغى عليه رمز أبدا. ونعتقد أن الالتزام بقانون العلم، وتجسيد مبدأ مكانة العلم الوطني الأرقى والاسمى والأعلى يمكن أخذها كمعيار لمكانة الثقافة الوطنية لدى قوى العمل الوطني، فاحترام العلم وتقديس معانيه التي أولها أسماء الشهداء والأسرى والجرحى الذين ضحوا من أجل حريتنا، والأحياء الذين يناضلون من أجل تحقيق النصر، يعني أن دروبنا النضالية والكفاحية متحررة من الولاءات الضيقة الفئوية العصبوية، وأن يوم رفعه تحت قبة سماء القدس بات أقرب.
العلم وطن، نرفع قواعده وبنيانه بالعزة والكرامة والفخر والحرية والتقدم والرقي، وطن العدل والمساواة والديمقراطية، نرفعه بالعلم والعمل بإخلاص وبالوفاء للعهد والقسم، ليكون رمزنا الخالد تحت قبة السماء، العلم عنوان هويتنا الوطنية كما قال رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية الرئيس محمود عباس أبو مازن، العلم يعني شعب حر، يحميه الأحرار ويفتديه المؤمنون بالاستقلال وسيادة القرار والوطن، فوحدهم الوطنيون يناضلون حتى يبقى العلم مرفرفا في العلا، وهل في الكون ذروة أعلى من الوعي الوطني والانتماء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها