يواجه شعبنا الفلسطيني خطر التطهير العرقي والتهجير الذي تسعى له حكومة الاحتلال، وهي تواصل تهديداتها عبر أبواق التطرف أمثال بن غفير وسموتريش وغيرهم من الداعين لتهجير الفلسطيني من غزة والضفة والقدس. ولمواجهة هذا الخطر، فإن ضرورة الضرورات هو استقرار المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وهذا ما لا يعجب الكيان، لأن قوة الأردن ومصر ومواقفهما الرافضة للتهجير والتطهير العرقي تعزز من صلابة الموقف الفلسطيني، وإرادة الشعب الفلسطيني الرافضة لكل مشاريع التصفية والتهجير، وبالتالي، فإن الاحتلال يعمل على دسّ الدسائس لخلخلة النظام والمسّ بالقانون والنظام، وعرقلة كل الجهود التي رفضت وترفض خطط الاحتلال وخطة ترامب، التي فشلت فشلاً واضحًا بفعل الرفض الفلسطيني، والمواقف الأردنية والمصرية التي تجلت في حشد موقف عربي واحد وموحد ضد خطر التهجير، ودعمًا لصمود وبقاء الفلسطيني فوق أرضه، والتي كان آخرها قرارات القمة العربية التي عقدت في القاهرة.
لقد أثبت الأردن ملكًا وحكومة وشعبًا الحرص الأكبر على القضية الفلسطينية، وأعلن رفضه في كل محفل دولي وأممي لخطط التهجير والتطهير العرقي، كما هو دائمًا الداعم الرئيسي للحقوق الفلسطينية، وإن العلاقة بين فلسطين والأردن، علاقة تاريخية بارتباط وثيق لن ترتهن يومًا لأي جهة هنا أو هناك، بل كانت قوية بالقدر الذي هي عليه من متانة وصلابة وأخوة ونسب وتكامل.
إننا نقرأ بوضوح في سطور المرحلة، أن استهداف أمن واستقرار الأردن ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمشروع صهيوني قديم جديد، يسعى لتفكيك الجبهة الداعمة للحق الفلسطيني، وزرع بذور الفوضى والفتنة، حتى تبقى فلسطين وحدها في الميدان، مجردة من أي عمق استراتيجي أو سند إقليمي، ليواصل مخططته القديم الرامي لبسط السيطرة على الضفة والقدس، وفق كذب وإدعاء تلمودي، ونوايا استيطانية شيطانية.
إن العبث بأمن الأردن ومحاولات ضرب تماسك المجتمع الأردني، ليست سوى أدوات لضرب الحاضنة السياسية والشعبية للقضية الفلسطينية، وهو ما يجب أن يقرأه العرب جيدًا في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ المنطقة. فالكيان يدرك تمامًا أن لا تهجير ممكنًا، ولا تصفية قادمة إذا بقيت العواصم العربية المركزية صلبة الموقف، متماسكة الجبهة، ثابتة في دعمها لشعب فلسطين وقضيتنا الوطنية.
لذلك، فإن تجنب الفتن والقلاقل والتوتر، ومحاربة الفئات التي تعبث بالأمن والاستقرار، يصب في تعزيز التضامن العربي، وتمتين للجبهات الرافضة لكل محاولات التطهير والإبادة الجماعية، وتحويل كل الموقف السياسي إلى فعل استراتيجي، يقطع الطريق أمام كل من يحاول تمرير أجندات الاحتلال.
إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة شاملة، مستمرة بفصولها الصعبة والمستحيلة، والمتمثلة بكل ما حديث ويحدث من قتل وخراب ودمار وجوع وحصار، يستدعي دعم المواقف والمساعي لوقف هذه الإبادة، وتعزيز قوة الرفض، ودعم المواقف الرسمية، وما دون ذلك فإنه عمل مشبوه، يضر بفلسطين وقضيتها كما يضر باستقرار المنطقة برمتها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها