*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية*
*النشرة الإعلامية ليوم الثلاثاء 13-9-2022*
_*رئاسة*_
*سيادة الرئيس يهنئ ويليام روتو لانتخابه رئيسًا لجمهورية كينيا*
هنأ سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، الرئيس ويليام ساموي روتو، لانتخابه وتنصيبه رئيسًا لجمهورية كينيا الصديقة.
وتمنى سيادته خلال برقية التهنئة التوفيق والنجاح للرئيس روتو في أداء المهام السامية الموكلة إليه، وتحقيق ما يصبو الشعب الكيني إليه من أهداف وتطلعات.
وأعرب سيادة الرئيس عن اعتزازه بعلاقات الصداقة والتقدير المتبادلة التي تجمع البلدين، مؤكدًا حرصه على العمل لتعزيز العلاقات والارتقاء بها للمستوى الأمثل، بما يحقق المصلحة المشتركة، كما أعرب عن تقديره الكبير لمواقف جمهورية كينيا المؤيدة لحقوق شعبنا المشروعة في نيل حريته واستقلاله.
_*فلسطينيات*_
*مجلس الوزراء يعتمد خطة لإقامة ثلاثة مستشفيات حكومية في محافظات بيت لحم ورام الله ونابلس*
اعتمد مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدت في مدينة رام الله يوم الإثنين، خطة لإقامة ثلاثة مستشفيات حكومية في محافظات بيت لحم ورام الله ونابلس، لتغطية التخصصات الطبية اللازمة لخدمة المواطنين.
وصادق المجلس على إحالة عطاء مشاريع الكهرباء في عدد من المحافظات بقيمة (3 مليون شيقل).
وقرر المجلس، اعتماد تشكيل فريق تمثيل فلسطين في مؤتمر الأطراف (27) لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ المنعقد في شرم الشيخ في جمهورية مصرية العربية في شهر نوفمبر القادم، وإنشاء مجموعة عمل قطاعية للريادة والتمكين.
ضمن (LACS) وتشكيل فريق فني من خبراء (IT) من أجهزة الاختصاص الحكومية لتقييم واقع أمن المعلومات في الدوائر الحكومية وتقديم التوصيات.
كما قرر المجلس، تخصيص عدد من قطع الأراضي الحكومية لإقامة مشاريع تنموية لصالح المواطنين في بيت لحم ونابلس، وناقش سياسات القبول في مؤسسات التعليم العالي والأسس التي تحكم تلك السياسات.
واعتبر رئيس الوزراء د. محمد اشتية في كلمته بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، أن "التصعيد الإسرائيلي ما هو إلا وصفة لانفجار كبير تغذيه إسرائيل بمختلف أحزابها كدعاية انتخابية"، مستهجناً "الاختباء وراء غياب الأُفق السياسي، وانشغال العالم في أوكرانيا، والتوجه نحو الانتخابات في إسرائيل"، مشدداً على أن تلك القضايا "لا يمكن أن تكون غطاء لجرائم الاحتلال".
وقال د. اشتية: "على العالم أن يفيق وينظر إلى ما تقوم به إسرائيل تجاه شعبنا المظلوم المحتل وأن يوقف العدوان"، مؤكداً أن "شعبنا صامد، ولن يخضع ولن يستسلم حتى دحر الاحتلال".
وأكد رئيس الوزراء لمناسبة الذكرى الـ 29 لاتفاق أوسلو أن "إسرائيل خرقت، بل ألغت معظم بنود الاتفاقات الموقعة معنا، وهذا الأمر يدعونا إلى التوقف كثيراً عنده ومراجعة ذلك".
وتابع:" إن إسرائيل لم تُبقِ شيئاً يُذكر من الاتفاق، وألغت معظم بنوده، وضربت بها عرض الحائط، وألغت الشقين السياسي والاقتصادي، وكذلك الجغرافي، وامتنعت عن التفاوض على قضايا الحل النهائي، واستمرت بإجراءاتها الأحادية، وعنوان ذلك الاستيطان، واستمرت في اقتطاعاتها المالية بما هو مخالف للاتفاق، وأوقفت الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى التي كان من المفترض أن تضم كريم يونس وإخوة آخرين والأسرى المرضى، بما هو مخالف للاتفاق".
وقال رئيس الوزراء في كلمته: "إن إسرائيل تدّعي أمام العالم أنها تريد تعزيز مكانة السلطة، إلا أن ما تقوم به إسرائيل هو عمل مستمر لتدمير السلطة، والمس بمؤسساتها".
وأضاف: "نقول لإسرائيل لا نريد تعزيزاتكم، نريد حقوقنا الوطنية، نريد لهذا الاحتلال أن ينتهي، نريد للشرعية الدولية أن تسود، وللقانون الدولي أن يكون الحكم، وشعبنا ونحن معه لن يرضى، ولن يقبل مواصلة العدوان على أرضنا وشبابنا وأهلنا".
وأكد أن "الحصار على غزة يجب أن ينتهي، والعدوان على القدس يجب أن يتوقف، والاستيطان يجب أن يتوقف، هذا ما يريده شعبنا، وهذا ما نريد".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك أسرى مرضى يصارعون الموت، ومنهم ناصر أبو حميد، وأمهات ينتظرن ليرين فلذات أكبادهن، وجثامين شهداء في ثلاجات المستشفيات وثلاجات السجون، وقال: "لم يحصل أن يُسجن جثمان في عهد أبشع الاستعمارات في التاريخ، ولكن يحصل هذا في إسرائيل، أن يُقتل الناس بدم بارد يحصل في إسرائيل، وسياسة اضرب لتقتل تحصل في إسرائيل، هذه الإجراءات الإسرائيلية تتحمل إسرائيل مسؤوليتها بالكامل".
وناقش المجلس الأوضاع السياسية، والاقتصادية، في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والجهود التي تبذلها الجمهورية الجزائرية الشقيقة لطي صفحة الانقسام، معربا عن تقدير المجلس لتلك الجهود، ومؤكداً أن الحكومة وبتوجيهات من سيادة الرئيس، مستعدة لتوفير كل متطلبات النجاح للحوار الوطني الذي تستضيفه الجزائر لتوحيد الصف الوطني، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للوحدة الوطنية، لمواجهة الممارسات والسياسات العدوانية الإسرائيلية المتواصلة ضد شعبنا.
واستمع المجلس إلى احتياجات وزارة الصحة من مستشفيات ومستلزمات، وأجرى نقاشا حول واقع أمن المعلومات في الدوائر الحكومية، وأقر توفير المعدات اللازمة لمكب زهرة الفنجان للتغلب على الظروف التي يعانيها المكب، والتي تضعف من طاقته الاستيعابية.
وخصص المجلس وقتا لمناقشة سياسات القبول في مؤسسات التعليم العالي؛ من حيث (المعدل والفرع) حيث عرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، واقع وظروف التعليم العالي، والأسس التي تحكم عملية القبول والالتحاق في المعاهد والجامعات؛ والتي تعتمد على معدل، وفرع الثانوية العامة، منذ العام 2003، والتي تراعي الحفاظ على جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي، وضمانها، وتعزيزها، وتحديد أعداد الطلبة الملتحقين في بعض التخصصات، والبرامج، خاصة المهنية منها مثل الطب، والهندسة، والصيدلة، والحقوق وغيرها، بتحديد الحد الأدنى للقبول، ومراعاة احتياج سوق العمل المحلي، والإقليمي من التخصصات المطلوبة للتشغيل، والحد من نسبة البطالة، من خلال زيادة التوجه نحو التعليم المهني والتقني، وتغيير الصورة النمطية له، والحد من التوجه نحو التعليم الأكاديمي في التخصصات ذات نسبة البطالة المرتفعة، حيث تم تحديد الحد الأدنى للقبول في درجة البكالوريوس بمعدل 65% كما هو معمول به سابقا، وذلك للدفع بالطلبة نحو الالتحاق بالكليات التقنية، والتي يصل عددها 35 كلية على امتداد الوطن، ومراعاة الأنظمة التي تعتمدها بعض النقابات الخاصة بمنح شهادة مزاولة المهنة؛ مثل نقابة المهندسين، والمحامين، والأطباء، حيث أن بعضهم يحدد فرعا معينا للثانوية العامة، ومعدلاً محدداً للتسجيل بالنقابة، والحصول على شهادة مزاولة المهنة، ويتم هذا من خلال ورشات عمل مع مجلس التعليم العالي وبالتوافق.
وأشار الوزير إلى أنه بعد مراجعة سياسات القبول والالتحاق في مؤسسات التعليم العالي المعمول بها في دول الإقليم والعالم، تبين أنها لا تختلف كثيراً عما هو معمول به في فلسطين، حيث أن هذه الدول تعتمد نتيجة الامتحان الوطني المعتمد في تلك الدول، للمفاضلة بين الطلبة للالتحاق في مؤسسات التعليم العالي.
_*عربي دولي*_
*منظمات تحذر من "كارثة جيلية" في السودان لعدم التحاق ثلث الأطفال بالمدارس*
حذرت منظمات اغاثة من أن حوالي سبعة ملايين طفل أو ما يعادل ثلث الأطفال في السودان لم يلتحقوا بالمدارس ولم يحصلوا على فرصتهم في التعليم، ما يهدد بـ"كارثة جيلية".
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مشترك الاثنين مع منظمة رعاية الطفولة: إن "واحد من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة، لا يذهبون إلى المدرسة في السودان".
وأوضح البيان أن دراسة 12 مليون طفل آخرين "ستتقطع بشكل كبير بسبب نقص المعلمين ووضع البنية التحتية".
وطالب البيان بـ"إعادة فتح المدارس وتوفير فرص التعليم البديل للأطفال الذين فاتتهم سنوات عديدة من المدرسة"، وإلا "فإن أزمة التعلم في السودان ستصبح كارثة جيلية".
ويعاني السودان أساسًا من أزمة اقتصادية متفاقمة بعد قطع العديد من دول الغرب مساعداتها عن الخرطوم.
ونقل بيان يوم الاثنين عن أرشد مالك مسؤول منظمة رعاية الطفولة (أنقذوا الأطفال) في السودان أن "عدم بذل التركيز الطموح لمعالجة هذه القضايا الحاسمة، سيجعل المزيد من الفتيات والفتيان يفقدون طفولتهم بسبب العمل والزواج وانتهاكات الحقوق الأخرى".
وقالت ممثلة يونيسف في السودان مانديب أوبراين، بحسب البيان، إنه "لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله الذين في سن الدراسة، مبادئ القراءة والكتابة.. فالتعليم ليس مجرد حق، إنه أيضًا شريان حياة".
وفي حزيران/يونيو حذر برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ثلث سكان السودان "يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي".
وكانت منظمة يونيسف أكدت في بيان مشترك مع ثلاث منظمات في مجال الإغاثة أن "8,2 ملايين من الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية من النساء والفتيات و7,8 ملايين من الأطفال".
_*إسرائيليات*_
*الاحتلال يقتحم العيسوية ويداهم محال تجارية*
اقتحمت طواقم تابعة لضريبة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بلدة العيسوية شمال شرق مدينة القدس المحتلة.
وداهمت عددًا من المحال التجارية في البلدة، وفتشت محتوياتها.
_*أخبار فلسطين في لبنان*_
*وحدة الإسعاف والطوارئ التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تنظِّم دورة إسعافات أولية في إقليم الخروب*
ضمن الحملة التوعوية التي تقوم بها وحدة الإسعاف والطوارئ التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، نظم فريق التدريب في وحدة الإسعاف والطوارئ، دورة إسعافات أولية ل ٢٥ شاب وشابة في إقليم الخروب بالتنسيق مع اللجنة الشعبية.
وقدم مسؤول اللجنة الشعبية في إقليم الخروب الأستاذ أحمد النصر الشكر لهذا الفريق على هذه الدورة المميزة بعدد مشاركيها ومضمون العناوين المتنوعة للإسعافات الأولية، وعلى كل ما تقوم به وحدة الإسعاف والطوارئ من اهتمام بالجانب الصحي الفلسطيني في لبنان.
_*آراء*_
*الصهاينة المسيحيون ودورهم في تهويد فلسطين/بقلم: باسم برهوم*
قبل أيام، لفت نظري خبر عن منظمة أميركية تدعى "هيوفيل"، وهي منظمة صهيونية مسيحية إنجيلية، تقوم بجمع تبرعات لزراعة آلاف الأشجار في أرض فلسطينية في الضفة استولى عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، ويكمل الخبر أن المنظمة المذكورة ترسل سنوياً آلاف المتطوعين لمساعدة الاستيطان الصهيوني في الأرض الفلسطينية. الخبر جعلني أنبش تاريخ الصهاينة المسيحيين ودورهم في نشأة القضية الفلسطينية، وعدم اكتراثهم بوجود الشعب الفلسطيني المسلمين منه والمسيحيين، كل هذا انطلاقاً من أسطورة مفادها أنه لا بد من تجميع يهود العالم في فلسطين، وإقامة دولة إسرائيل هي مقدمة للعودة الثانية للسيد المسيح.
جذور المسيحيين الصهاينة قديمة، لكنها أخذت شكلها النهائي، وتحولت إلى حركة أصولية أيديولوجية في القرن التاسع عشر في بريطانيا. ومن أبرز رموز هؤلاء اللوردان روبرت بيل، وبلمرستون، اللذان تبنيا فكرة إعادة اليهود إلى فلسطين وتقديم الحماية لهم، وفي تلك المرحلة، أي منتصف القرن التاسع عشر، بلور المسيحيون الصهاينة فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين حتى قبل أن تظهر الصهيونية اليهودية، وقبل أن يطرح هرتسل فكرته لإقامة هذه الدولة بحوالي ثلاثة عقود.
وكانت أكثر هذه المشاريع وضوحًا، مشروع الكولونيل تشارلز هنري تشرتشل، الذي شغل في ذات الفترة منصب القنصل البريطاني العام في سوريا العثمانية، فقد طرح مشروعًا كاملاً لإقامة دولة يهودية في فلسطين، وترك تأثيرًا كبيرًا على السياسة البريطانية الخارجية حيال الشرق الأوسط. وتعاون هؤلاء جميعًا بيل وبلمرستون وهنري تشرتشل مع الثري اليهودي منتوفيوري لإقامة المستوطنات المبكرة لليهود الروس وغيرهم في فلسطين. وتوج هذا التيار أهم إنجازاته عندما تسلم لويد جورج رئاسة الحكومة في بريطانيا خلال مراحل الحرب العالمية الأولى الأخيرة، وكان لويد من أكبر المتحمسين لفكرة هجرة اليهود إلى فلسطين، توج بإصدار وعد بلفور في العام 1917.
لم يكن حماس البريطانيين لهجرة اليهود وإقامة دولة لهم في فلسطين، هي بدوافع دينية وحسب بل هي بالأساس دوافع إمبريالية، فعلى سبيل المثال فإن لويد جورج، أكبر المتحمسين لهجرة اليهود إلى فلسطين، كان إمبرياليا تقليديا لا هدف له سوى أن تسيطر بريطانيا على مزيد من أراضي الغير بغض النظر عن الأسلوب. فالواقع في تلك المرحلة، خاصة في سياق السيطرة والاستيلاء على إرث الإمبراطورية العثمانية، كان هم بريطانيا هو ضمان حماية قناة السويس وإبقاء طرق التجارة مع الهند مفتوحة وفلسطين كانت الموقع الجيوسياسي الأفضل لهذه الخطة. كما مثل اختيار فلسطين لإقامة الدولة اليهودية فيها أول غدر بريطاني لفرنسا في سياق اتفاقيات سايكس بيكو، فقد اقترحت هذة الاتفاقيات أن تكون فلسطين تحت الإدارة الدولية، إلا أن بريطانيا التفت على ذلك من خلال وعد بلفور بهدف ضمان سيطرتها على هذه المنطقة التي تشكل نقطة إستراتيجية للسيطرة على الشرق.
ثقل المسيحيين الصهاينة أصبح ملموسًا أكثر في الولايات المتحدة الأميركية، وتنامى هذا الدور وأصبح تأثير هؤلاء كبيرًا في السياسة الأميركية تجاه المسألة الفلسطينية، وفي السنوات الأخيرة لاحظنا تأثيرهم في فوز الرئيس الأميركي السابق ترامب، وتنفيذه الوعود التي قطعها لهم بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعتبار هذه الأخيرة العاصمة الأبدية "للشعب اليهودي"، وإصراره على تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن. ولعل القصص متشابهة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد كان أول قنصل أميركي في القدس في أربعينيات القرن التاسع عشر أحد المسيحيين الصهاينة، ويدعى واردر كريستون، فقد وعد هذا القنصل الرب ونفسه بأن يعمل كل ما يستطيع لإقامة دولة يهودية في فلسطين. ولخص ويليام بلاكستون في العام 1878 أفكار هذا التيار المسيحي الصهيوني، في كتابه الشهير "المسيح قادم" وقال فيه: "إن عودة المسيح ثانية مرتبطة بتجميع اليهود في فلسطين وإقامة الدولة اليهودية".
ويشكل اليمين المسيحي مع المسيحيين الصهاينة كتلة انتخابية كبيرة ومؤثرة، وربما هي أكبر وأكثر تأثيرًا من الصوت اليهودي الذي يمثل أقل من 3%، لكنه يستند أساسًا إلى قوة هؤلاء، وأصبح كلاهما يتمتعان بنفوذ كبير في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولكن تأثيرهم أكثر وضوحًا في الحزب الجمهوري المحافظ، والذي يشكل اليمين المسيحي كتلة كبيرة فيه. ويمتلك هذا التيار، الذي بدأ ظهوره مع حركة مارتن لوثر الإصلاحية في القرن السادس عشر وظهور "المتطهرين في بريطانيا ومناطق أخرى من أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية لاحقًا، بالرغم من أن لوثر نفسه بقي موقفه متشككًا ومترددًا من اليهود بسبب الإرث الأوروبي المتجذر في التاريخ ضد اليهود وتحميلهم مسؤولية صلب السيد المسيح.
ومما يجدر بل ويجب ذكره، أن معظم الكنائس والطوائف المسيحية الأخرى خاصة الكنيستين الأرثوذكسية، والكاثوليكية، وهما أكبر كنائس العالم تعارضان بل ترفضان طروحات هذا التيار وتعتبرانها خروجاً عن المضمون الحقيقي للمسيحية. وحتى في الولايات المتحدة الأميركية، تقف معظم الكنائس في وجه هذا التيار الذي يمثل أقلية قليلة بين مسيحيي العالم. فعلى سبيل المثال أعلنت الكنيسة الكاثوليكية موقفًا مبكرًا في عام 1897، وقالت: "إن إعادة بناء القدس لتكون مركزًا لدولة إسرائيلية يتناقض مع نبوءة المسيح ذاته، الذي قال إن القدس ستبقى يدوسها العامة إلى آخر الزمان"، وفي عام 1917، وكرد على على وعد بلفور، قال البابا بندكيت الخامس عشر "لا سيادة لليهود على الأرض المقدسة"، وفي عام 1922 بعث الفاتيكان رسالة إلى عصبة الأمم، اعترض فيها على صك الانتداب، ومنح اليهود وضعًا يميزهم عن وضع باقي السكان في فلسطين.
أما الكنيسة الأرثوذكسية في الولايات المتحدة وباقي العالم، فهي تعارض المسيحية الصهيونية وتعتبر أنها تدخل على المسيحية أفكارًا لاهوتية غريبة، لا تمت بصلة لما ورد في الإنجيل.
وبعيدًا عن كل ذلك، فإن المسيحية الصهيونية قد بنت ادعاءاتها وروايتها حول ضرورة تجميع يهود العالم في فلسطين وإقامة دولة يهودية استنادًا لعقيدة متطرفة تبنتها الكنيسة البروتستانتية الأصولية، تعتقد أن "قيام دولة إسرائيل هي عبارة عن حتمية وتنفيذ لنبوءة في العهدين القديم والجديد"، وأن من واجبهم الدفاع عن إسرائيل وحمايتها ومنع أي نقد لها. وكما هو حال الصهيونية، استغلت الإمبريالية الغربية الصهيونية المسيحية لتنفيذ مشاريع السيطرة والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عبر السيطرة على فلسطين.
دور الصهاينة المسيحيين في دعم إسرائيل يتواصل بأشكال مختلفة، سياسيًا وإعلامياً ومالياً، وهناك عشرات المنظمات من هؤلاء الصهاينة المسيحيين التي لا شغل لها سوى تقديم الدعم للدولة العبرية، وأثناء ذلك يتعاملون مع الشعب الفلسطيني وكأن لا وجود له.
المصدر: الحياة الجديدة
*#إعلام_حركة_فتح_لبنان*
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها