أكد أستاذ الدراسات السياسية والأمنية الدكتور نظام صلاحات في مقابلة عبر قناة “فلسطيننا” مع الإعلامية رشا مرعي، أن التصعيد الصهيوني المستمر على لبنان وقطاع غزة يعكس رؤية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لـ “شرق أوسط جديد”، وهي رؤية قديمة تتجاوز الأهداف العسكرية المباشرة وتمثل استراتيجية إيديولوجية لتحويل المنطقة بما يتناسب مع مصالح الكيان الصهيوني.

وأشار د. نظام إلى أن استهداف المخيمات في لبنان وقطاع غزة يعبر عن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تفكيك البنية الديموغرافية والمجتمعية التي تمثل رمز المقاومة.
وأوضح د. نظام أن تصريحات نتنياهو حول إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين تأتي في سياق حملته السياسية لاستثمار العدوان في تحقيق مكاسب داخلية، مشيرًا إلى أنه يستخدم الحرب لتعزيز مكانته السياسية وإبعاد الأنظار عن قضايا الفساد التي يواجهها.
وفيما يخص العدوان على قطاع غزة، أشار د. نظام إلى أن خطة “الجنرالات” التي لم تُشرّع بشكل رسمي يتم تطبيقها فعليًا على الأرض من خلال عمليات التهجير الجماعي والتدمير الممنهج لمناطق المدنيين، وبيّن أن هذه الممارسات ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مستدلًا باستشهاد أكثر من مئتين وخمسين من عائلة واحدة نتيجة القصف الصهيوني المكثف.
أما عن الدور الأمريكي، فأكد د. نظام أن إدارة بايدن لم تُظهر فعالية حقيقية في وقف العدوان، بل منحت الكيان الصهيوني الدعم السياسي والعسكري، واصفًا هذا التوجه بالدور “المنغمس في الدم الفلسطيني واللبناني”، وأوضح أن الانتخابات الأمريكية لا يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على مسار الحرب، حيث أن التوجهات الأمريكية مرتبطة بمصالح استراتيجية أبعد من التزامات الرؤساء بوقف الحرب.
واختتم د. نظام بأن الشعب الفلسطيني والعربي لن يتأثر بالتحولات السياسية العابرة، مؤكدًا أن الشعوب والمقاومة ستظل صامدة أمام كل محاولات التهجير والتصفية، رغم الدعم الأمريكي الممنوح للكيان الصهيوني في مشروعه التوسعي.