على ضوء استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتعنت الإسرائيلي في وقف إطلاق النار خلال هذه الأيام المباركة، وللإطلاع على آخر تطورات المشهد في قطاع غزة، أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع الباحث في الشؤون الإسرائيلية والعلاقات الدولية الدكتور رائد نجم.

بدايةً أكَّد نجم، أنَّ الاحتلال ما زال مستمرًا بحرب الإبادة الجماعية يمارس أعمال القتل والاستهداف الجماعي للمدنيين، من جنوب القطاع إلى شماله، وشددا على أنَّ اليوم هناك تطور هام جداً، وهو أوامر بإخلاء مدينة رفح بالكامل وهذه سابقة لأول مرة، وهذا سيفاقم من الحالة الإنسانية في ظل عدم وجود مأوى للسكان وعدم قدرتهم على الانتقال بسهولة إلى أماكن أخرى.

وتابع من جانب آخر، عملية النزوح أو أوامر الإخلاء تشير بشكل واضح إلى نية الاحتلال بتنفيذ مخطط التهجير بحق أبناء غزة، وقد بدأ  فعليًا بتنفيذه على أرض الواقع، مشددا على أنَّ هذه سابقة خطيرة جداً سواء من الناحية الإنسانية، وزيادة الضغط على أهل غزة بالدرجة الأولى وتجهيز ميدان القطاع لعملية التهجير القسري.

وأشار، إلى أنَّ إسرائيل تستفيد  بنفس الوقت من ممارسة الضغط على الفصائل في تحقيق أهدافها الرامية إلى فرض رؤيتها، متبنيةً مقترح ويتكوف، الذي ينص على إطلاق سراح نصف الأحياء، أي 11 رهينة، ونصف الأموات في اليوم الأول، وتستعد بموجبها إسرائيل إلى الدخول في المرحلة الثانية حسب المعلن. وفي اليوم الأخير، إطلاق سراح من تبقى من الأحياء والأموات من الرهائن الإسرائيليين الموجودين في داخل قطاع غزة.

وأضاف، أنَّ إسرائيل أولاً تدير ظهرها للموقف العربي وللمبادرة العربية الرامية إلى إعادة الأعمار وتشكيل لجنة لإدارة وتدريب قوات الأمن لإدارة قطاع غزة. محاولةً استخدام القوة في فرض ما تريده على الأرض سواءً تجاه الدول العربية والذي تمثل في قرارات القمة العربية بتبني المقترح المصري، وفيما يتعلق تحديداً بمستقبل قطاع غزة ورؤيتها القائمة على التهجير التي لم تغادر مخيال هذه الحكومة المتطرفة بما تحتويه من مكونات متطرفة تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية القضية الفلسطينية من بوابة الإبادة عبر توظيف ما حدث في السابع من أكتوبر باعتباره ذريعة لتنفيذ إسرائيل مخططاتها.

وختم حديثه مؤكدًا، أنَّ هناك رفض جماهيري واسع لكل مخططات التهجير إن كان قسري أو طوعي، مشددا أنَّ إسرائيل خلقت بيئة طاردة داخل قطاع غزة بحيث يصعب على الفلسطينيين العيش في قطاع غزة في ظل عملية التدمير الواسعة للمباني والشوارع والبنى التحتية وقطع الخدمات بالكامل من كهرباء وماء والغذاء والدواء وإغلاق المعابر، وبتالي لا يوجد أمام الفلسطينيين خيارات طوعية بل هي قسرية نتيجة هذا التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة.