محطة مجيدة نتعلم منها الثبات والشجاعة والصمود في وجه التحديات
دخل القائد الرمز ياسر عرفات وفدائيو الثورة التاريخ من أوسع ابوابه. وشكلت قلعة شقيف احد هذه العناوين، فيها قدّم الفدائيون مدرسة في الصمود ومعهم عُرِف معنى الاستبسال: سبعة وعشرون مقاتلاً من رجال الياسر (ابو عمار) متحصنون خلف أعمدة القلعة وخنادقها، بأسلحتهم الخفيفة وعتادهم البسيط كانوا سببًا في تكبيد العدو الاسرائيلي خسائر كبيرة من اقوى الجنود والضباط في لواء جولاني وفرق الهندسة.
6/6/1982 الساعة 12:04 ليلاً سارع العدو إلى تحريك آلياته نحو الفدائيين، أنار الأضواء وإذ بانتظاره زخات الرصاص وصيحات الرجال بالتكبيرات والاناشيد الفدائية يهتفون من داخل الأنفاق التي حفروها بسواعدهم، لم يرَ العدو سوى اصابع النصر مرفوعة. لم يكن باستطاعته التغلب عليهم رغم استخدامه الأسلحة المحرمة دوليا كالغاز الأخضر.
تقهقر العدو فاستدعى مجددا 1200 جندي من جيشه بالاضافة الى فرق الغطاء الجوي والمظليين، فلاقوا مصير من سبقهم. واستمر تسطير الملاحم الى حين نفاد ذخيرتهم فقاتلوا بسلاحهم الأبيض.
انتهى مطاف المعركة باستشهاد فدائيي الياسر وخُلدت اسماؤهم في التاريخ، وحين أتى رئيس أركان جيش الاحتلال الى القلعة قال: هل استسلم أحد منهم؟ فقالوا: لم يستسلم أحد، قاتلونا حتى في السلاح الأبيض.
هنا قال رئيس الأركان: خسروا ٢٧ مقاتلا ولكن خسرنا خمسة أضعاف عددهم كانت هذه المعركة كالمصيدة، وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة.
ها هم رجال الياسر، وقد أنشأهم أبو عمار على الشجاعة والقوة والصلابة وعدم الانكسار. وقلعة شقيف خير مدرسة لنا تعلّمنا الثبات والصمود مهما كانت الصعاب. وعهدنا لابو عمار وكل الشهداء ثبات واستمرار حتى النصر.
التعبئة الفكرية - حركة فتح/ اقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها