كتبت حركة فتح والثورة الفلسطينية تاريخ فلسطين الحديث. روت حكاية نضال شعب بوجه استعمار مدعوم بقوى العالم الغربي، وتسلّحت بالحلم الفلسطيني وبإرادة أصلب من الجبال. لم تكسرها المؤامرات ولم ترهبها المشاريع. وكأنّ قدسية قضية فلسطين تظلّلها بعبق فواح بدماء الشهداء ورائحة الأرض والزعتر والزيتون.

جرّبوا كل الطرق والوسائل لإلغاء هذه الحركة، وكانت في كل مرة تنهض فتح ليتعلّم منها طائر الفينيق كيف تكون القيامة من تحت الوجع واللظى. 

ساعات قليلة وتطوي هذه الحركة العملاقة عامها الستين. وإذ بها أكثر تجدّدًا في الاجيال الناشئة الذين آثروا أن يتكّئوا على من سبقهم في المسيرة والنضال، فينهلون من خبرته وتاريخه. ويخبرنا من سبقنا من الرعيل الاول والثاني والثالث كيف تصدّوا للمؤامرات وهزموها وكيف تبادلت جهات كثيرة الادوار مع الاحتلال، فكانوا أذرعه عن قصد في معظم الاحيان، وعن غير قصد بشكل نادر.

ولهؤلاء، من حقّكم أن تخافوا حركة فتح، وان يرعبكم حضورها الوطني والسياسي والجماهيري والعروبي والدولي والديبلوماسي والثقافي و... و... و... و..

 فإذا قرأتم التاريخ التحقوا بنا في مسيرة الكفاح والنضال فالطريق تتسّع للكل. 

أما من لم يتعلّم التاريخ ولم يقرأه، وفضّل أن يعاكس القدر وقدسية فلسطين وجنودها المجندين في خدمتها، فسيلقى المصير نفسه الذي لقيه غيره، والذاكرة حية لم يغمض لها جفن. فمتى يأخذون العبر؟

التعبئة الفكرية لحركة فتح - إقليم لبنان